Trump-Kim Summit

<--

طغت على الساحة الدولية خلال الأيام القليلة الماضية أخبار القمة التاريخية المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ اون المزمع عقدها في أواخر مايو/ أيار المقبل، بعد تصريحات مفزعة وحرب كلامية اتخذت طابعاً ليس مألوفاً في تاريخ الصراعات بين الدول، لدرجة جعلت وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يصفها بأنها «أشبه بشجار أطفال في روضة».

كانت نُذُر الحرب بين البلدين على أشدها بعد التجارب الصاروخية الأخيرة التي أجرتها بيونج يانج في أغسطس/ آب الماضي، وإعلانها امتلاك صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على الوصول إلى أمريكا، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك بكشفها عن خطة مفصلة لاستهداف جزيرة «غوام»، ما دفع الرئيس ترامب إلى التهديد بالرد ب «النار والغضب».

وفجأة وبلا مقدمات جاءت موافقة ترامب السريعة على لقاء زعيم كوريا الشمالية، لتعيد إلى الأذهان عبارة الزعيم البريطاني ونستون تشرشل «في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هناك مصالح دائمة»، وهذه المصالح تلتقي أحياناً وتتصادم في أحيان كثيرة.

ويبدو أن الأسباب التي دفعت واشنطن إلى التخفيف من حدة تهديداتها بتدمير بيونج يانج هي قناعة ترامب بأن كيم شخصية متهورة لا يمكن التنبؤ بتصرفاته وردود أفعاله، وأن أي نزاع مع بيونج يانج سيكون مدمراً بشكل كبير وينذر بجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة.

حسناً فعل ترامب بقبوله خيار المفاوضات الاستكشافية بين الجانبين، ولكن يبقى السؤال: ما هي فرصه لإنجاز ما عجز عن تحقيقه الرؤساء الذين سبقوه على سدة الرئاسة في أمريكا؟

غير أن الخبراء يرون ضرورة أن تسبق القمة اجتماعات تحضيرية بين البلدين، تبحث في الكيفية التي ستتخلص بموجبها بيونج يانج من ترسانتها النووية والمكاسب التي ستعود عليها من جراء ذلك، على أن يوقع الرئيسان في مرحلة لاحقة الاتفاق النهائي.

بيد أن ترامب يبدي تفاؤلاً بتحقيق «نجاح هائل» خلال القمة مع كيم، وقال إنه يعتقد أنها ستسير بشكل جيد وأنه ربما ينجز أعظم اتفاق للعالم، بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي.

ويشاركه في ذلك مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق، والذي تم تعيينه مؤخراً وزيراً للخارجية الذي يرى «أن الاجتماع ليس مجرد استعراض، وترامب ذاهب لحل مشكلة»، وشدد على أن «أمريكا لن تقدم أي تنازلات، وستواصل المضي قدماً في فرض عقوباتها الاقتصادية ضد بيونج يانج قبل الاجتماع».

إن العالم سيترقب ما ستسفر عنه القمة من نتائج، وعما إذا كانت ستنجح في نزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتجنيب العالم ويلات حرب نووية، أم لا، وهذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.

About this publication