القرارات الصادرة عن رئيس الولايات المتحدة التي تقضي بالاعتراف الرسمي الأمريكي بسيادة (اسرائيل) على القدس ونقل السفارة الأميركية إليها، وكذلك القرار الصادر قبل أيام بالاعتراف بالسيادة (الإسرائيلية) على هضبة الجولان السورية المحتلة، له تبعات عميقة على المشهد العالمي والإقليمي والعربي، ويحمل جملة من الآثار الواسعة والخطيرة التي تطال العالم كله، لأن الولايات المتحدة هي الدولة الكبرى والعظمى على مستوى العالم في العصر الحديث، مما يجعل الأمر مختلفاً فيما لو صدر عن دولة عادية مغمورة في أقاصي الأرض.
هذا يعني بالضبط تقويضا متعمدا لهيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها وميثاقها، وتقويضا للمجتمع الدولي وتقويضا لهيئة القرارات الدولية بل يعد إساءة للعقل الإنساني وإساءة للأعراف البشرية، وإساءة للحق وإساءة للقانون الدولي العام الذي يتم تدريسه في الجامعات لملايين الطلاب سنوياً في مختلف جامعات العالم على امتداد الرقعة الأرضية.
نحن اليوم أمام لحظة صحو ويقظة فارقة في كل دول العالم التي تزيد عن (191) دولة، فيما يتعلق بالمبادىء التي تأسس عليها ميثاق الأمم المتحدة الذي لا يعترف بالاحتلال واستخدام القوة في احتلال أراضي الغير عنوة وظلماً طريقاً مشروعاً لكسب الحقوق، والنص على ضرورة إزالة آثار العدوان، وعودة اللاجئين المشردين إلى أرضهم وديارهم التي أخرجوا منها بالقوة الظالمة وبغير حق.
الشباب العربي اليوم مدعو ليكون في مقدمة الصحوة العالمية العارمة نحو عصابة البلطجية الذين يحكمون العالم، ولا يعرفون حقاً ولا باطلاً ولا يعترفون بقانون دولي عام ولا خاص، ولا يقيمون وزناً للقيم ولا للأخلاق ولا يعترفون بقوانين الأرض ولا السماء، ليدرك العالم أنهم أمام خطر عظيم وداهم يهدد البشرية ويهدد مستقبل الإنسانية ويشوه وجه الحق والمنطق العالمي.
الشباب والأجيال العربية عليها أن تدرك أن لعبة الانتظار الطويلة للحلول السلمية كانت سراباً وخداعاً، وأن معاهدات السلام كانت حبراً على ورق، وأن كل قرارت الأمم المتحدة أصبحت في سلة المهملات، وأن من أكبر الخدع التاريخية ما أطلق ملفات الحل النهائي للصراع بين العرب والكيان المسخ المحتل، وأنها كانت مجرد اللعب على حبل الزمن وتزييف الوعي وتضليل الرأي العام العالمي، فقضية القدس، والجولان، والمستوطنات والانسحاب، والحدود والمياه، ما هيّ إلّا مسائل تم القطع فيها بين (ترامب ونتن ياهو) لصالح الكيان المعتدي.
بقية مقال رحيل الغرايبة
المنشور على الصفحة الاخيرة الجزء الاول
ينبغي أن يعلم الشباب أن قضية تفوق (إسرائيل) العسكري والعلمي خرافة آمنت بها انظمة عربية عاجزة وأقنعت شعوبها بهذه الكذبة الكبرى، ويجب أن يعلم الشباب أن مقاومة الاحتلال ممكنة وأن النصر ممكن جداً وبمتناول الأيدي الشجاعة، ومعركة الكرامة أقوى مثال وغزة الصامدة من أقوى الأمثلة على إمكانية حشد القوة العربية، وأن استعادة الأرض المحتلة واستعادة الحقوق المغتصبة في متناول اليد، وهذا ما يجب العمل عليه منذ اللحظة، وكذبت كل دعاوي السلم مع الاحتلال وكذبت كل خرافات التعايش مع هذا الكيان العنصري المتغطرس، وفشلت كل التجارب السابقة التي كانت تفتصر على خيار السلام وترك خيار المقاومة.
نحن اليوم أمام محطة جديدة ومرحلة جديدة مختلفة لكل الشعوب العربية والإسلامية، إنها لحظة الحقيقة الصارخة التي تفجرها قرارات الإدارة الأميركية التي تتحدى من خلالها المؤسسات والقرارات الدولية بكل صلف، ورب ضارة نافعة.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.