بدا الأمر عندما تحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى قناة فوكس نيوز الأمريكية قبل أيام، وكأنه يقوم بعمل من أعمال الدعاية لواحدة من أشهر جامعات بلاده!.
قال ترامب، وهو يتحدث إلى القناة مدافعًا عن وجود قواته فى أفغانستان، إن هذا البلد قد أصبح مع مرور الوقت وكأنه: هارفارد الإرهابيين!.
وهارفارد ليست فقط أشهر جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها أقواها من حيث مستوى التعليم الذى تقدمه للمتخرج فيها، وفى أكثر من مرة على مدى سنوات مضت، كانت تحتل المرتبة رقم واحد بين جامعات الدنيا، وكان الدارس فيها يشار إليه على أنه درس فى هارفارد وفقط.. أما الباقى فيفهمه السامع على الفور دون شرح، ودون تقديم، ودون تفسير!.
وهكذا.. قصد الرئيس الأمريكى أن الذى يتخرج فى هارفارد، إذا كان يؤخذ على أنه أفضل متعلم فى العالم، فالإرهابى الذى يتخرج فى أفغانستان هو أخطر إرهابى على وجه الأرض، وهو الذى لا يمكن أن يجاريه إرهابى آخر فى مخزون الشر لديه، وفى إيمانه بالعنف طريقًا للتعامل مع الناس!.
وإذا صح هذا، فإن ترامب قد سكت عن شىء أهم، هو أن جامعة هارفارد الأفغانية كانت من إنشاء الولايات المتحدة نفسها، لأن الأفغان ليسوا هُم الذين أسسوها، وإنما واشنطن، فيما يعرف الكافة، كانت هى التى أرادت منذ وقت مبكر الوقوف فى وجه الغزو السوفيتى لأفغانستان، فأغرت الكثيرين من شباب العالم الإسلامى بالذهاب إلى هناك، وكانت الحجة الجاهزة التى راحت تزينها فى أعينهم أن ذهابهم دفاع عن الإسلام فى مواجهة الشيوعيين القادمين من موسكو غزوًا، والذين لا يؤمنون بالله!.
هكذا نشأت جامعة هارفارد فى أفغانستان، وهكذا راحت توزع خريجيها على أنحاء متفرقة فى مختلف القارات، وهكذا كانت البداية ولم تكن هناك بداية أخرى، وهكذا كان خريجوها ضحايا للسياسة الأمريكية التى حولتهم إلى أدوات فى يديها لسنوات طويلة وربما لا تزال!.
والمفارقة أن هارفارد فى الولايات المتحدة جامعة أهلية غير حكومية، وأن هارفارد الأفغانية جامعة حكومية أسستها الحكومة الأمريكية بامتياز!.
وكان الأمل أن يأتى ترامب ليصحح الخطأ فى سياسات إدارات كثيرة سابقة على إدارته، فيسعى إلى إغلاق هذه الجامعة، بتصحيح الأخطاء التى وقعت قبل مجيئه إلى البيت الأبيض، ولكنه تحدث عن بقاء قواته، بالطريقة نفسها التى كانت موجودة بها من قبل.. فكأنه قرر التوسع فى أعمال الجامعة، بدلًا من إغلاق باب القبول!.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.