بعدما أنكر البيت الأبيض على مدار أسابيع أن ترامب امتنع عن الإفراج عن المساعدات الخارجية لأوكرانيا حتى تنفذ مطالبه الشخصية، فجّر القائم بأعمال رئيس الجهاز الفنى بالبيت الأبيض قنبلة حين اعترف بذلك علنًا.
فما صار يُعرف الآن بفضيحة أوكرانيا، التى تقرر بمقتضاها البدء رسميًا فى إجراءات عزل الرئيس، كان جوهرها المحادثة التليفونية بين ترامب والرئيس الأوكرانى، التى طلب فيها الأول من الثانى أمرين بعدما حظر وصول المساعدات لأوكرانيا. فالطلبان، وفق نص المحادثة، كان أولهما البحث فى سجل منافسه الديمقراطى جوزيف بايدن ونفوذه فى أوكرانيا.
أما ثانيهما فكان إجراء تحقيق أوكرانى بخصوص ما جرى فى انتخابات الرئاسة عام 2016، بناءً على فكرة نفتها معلومات أجهزة الاستخبارات الأمريكية، مؤداها أن الحزب الديمقراطى طلب من شركة كبرى بكاليفورنيا متخصصة فى الأمن الإلكترونى بالبحث فى سرقة معلومات الحزب أثناء الانتخابات، وتم بمقتضى البحث اختفاء كل المعلومات المدينة للحزب ونقلها لأوكرانيا.
وهما طلبان رد بهما ترامب فى المحادثة فور قول الرئيس الأوكرانى إن بلاده مستعدة الآن للحصول على طائرة عسكرية بموجب نص قانون الكونجرس بخصوص المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وقد ظل البيت الأبيض على مدار أسابيع ينفى بشكل مطلق أن الرئيس طلب الأمرين اللذين يمثلان خدمة شخصية للرئيس، مقابل الإفراج عن المساعدات، وهو ما يخالف الدستور الأمريكى إذا ما كان المطلب من دولة أجنبية، يعنى التأثير على الداخل الأمريكى بما فيه الانتخابات بالقطع، أو كان من أجل مصلحة شخصية للرئيس، الأمر الذى بدأت بناء عليها إجراءات العزل.
لكن المفاجأة التى جاءت فى تصريحات ميك مولفينى، القائم بأعمال رئيس الجهاز الفنى للبيت الأبيض، كانت اعترافه علنًا بعكس ما قاله البيت الأبيض على مدار أسابيع. فهو وجه حديثه للصحفيين قائلًا: «عندى أخبار للجميع. فسيكون هناك دوما نفوذ يمارس فى السياسة الخارجية»، مضيفًا: «هل ذكر لى (ترامب) فيما سبق فساد اللجنة العامة للحزب الديمقراطى؟ بالقطع… لهذا امتنعنا عن منح (المساعدات)»، ومؤكدًا أن «البحث فيما جرى فى انتخابات 2016 كان بالتأكيد من الأمور التى أثارت قلق (ترامب)»، وحين قال أحد الصحفيين لمولفينى إن ما وصفه توًا يعنى «تبادل الخدمات» الذى يحظره الدستور، أجاب الرجل: «نحن نفعل ذلك طوال الوقت فى السياسة الخارجية». وقد جاء ذلك الاعتراف القنبلة بعد ساعات من تأكيد السفير الأمريكى لدى الاتحاد الأوروبى أن ترامب طلب منه أن يتعاون مع رودى جوليانى، محاميه الشخصى، بخصوص السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أوكرانيا، فى الوقت الذى الذى لا يتولى فيه جوليانى أى منصب فى الإدارة،
لكن ترامب قدم بنفسه مادة إضافية لإجراءات العزل حين أعلن البيت الأبيض عن اختيار ترامب رسميًا لإحدى ممتلكاته الخاصة بمدينة ميامى مكانًا لانعقاد قمة السبع الكبار المزمعة فى يونيو المقبل! فالدستور الأمريكى يحظر صراحة تربح الرئيس من دول أجنبية أو الحصول على أى أموال من الحكومة الأمريكية، سوى راتبه كرئيس. وبعدما أدرك أن الاختيار مادة لعزله عاد وتراجع عنه!.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.