كالعادة.. كانت الولايات المتحدة وإسرائيل فى جانب، والعالم كله فى جانب آخر! بعد فترة من الحرب المعلنة من جانب الإدارة الأمريكية «ومعها إسرائيل بالطبع» ضد منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها المهم بتجديد عمل الوكالة لفترة أخرى مدتها ثلاث سنوات. مع تجديد مطالبة المجتمع الدولى بالعمل على تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وإيقاف ما تقوم به سلطة الاحتلال من قرارات تنتهك الشرعية الدولية وتنهى حل الدولتين.
واللافت أن ما قررته الأمم المتحدة جاء بأغلبية ساحقة. وافقت ١٦٩ دولة، وامتنعت عن التصويت تسع دول، ولم تجد أمريكا وإسرائيل بجانبهما حتى جمهورية «ميكرونيزيا» العظمى!
ويأتى القرار ليمثل إرادة العالم بعد حملة ضارية قادتها الإدارة الأمريكية التى انطلقت من موقع الانحياز الكامل لإسرائيل، فى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بدأتها بقرار القدس ثم بقرارها الذى حاولت فيه إضفاء شرعية لا وجود لها على المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية. ومعها كانت الحرب التى أعلنتها على منظمة «الأونروا» بقطع المساهمة الأمريكية فى ميزانيتها ثم بالسعى لإلغاء المنظمة التى تقدم الخدمات الأساسية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطينى.
«الأونروا» التى نشأت بقرار الأمم المتحدة قبل سبعين عاماً يرتبط وجودها ـ وفقاً لقرار إنشائها ـ بحل القضية الفلسطينية حلاً نهائياً وفقاً للقرارات الدولية. بينما جهد إدارة ترامب يتوافق مع المسعى الإسرائيلى لشطب قضية اللاجئين من أى حل، ولإنكار حقوقهم المشروعة، والادعاء بأن «اللاجئين» هم فقط من فروا من الإبادة على أيدى العصابات الصهيونية عام ٤٨، دون التفات للأبناء أو الأحفاد!
دول العالم قالت كلمتها: «الأونروا» باقية، ومسئولية العالم هى أن تعود الحقوق لأصحابها، وأن يعود للاجئين وطنهم. هل تراجع «واشنطن» موقفها، أم تمضى فى الطريق الخطأ والصفقات المضروبة؟!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.