Moving on from ‘Corona-Phobia’

OPD 4 April 2020 Edited by Laurence Bouvard

Proof in progress (hs) Note to proofer: backdate and email translator; not specifically about the USA

<--

بعض الناس أدمنوا الخوف والذعر والهلع.. لدرجة «الفوبيا».. هم معذورون.. بسبب كثافة ما يتعرضون له من «إغراق معلوماتي».. إن صح هذا التعبير.. بكل ما يتعلق بفيروس كورونا.. حيث لم يعد هناك حديث في كل وسائل الإعلام.. المحلية الإعلامية .. إلا عن هذا الوباء.. تفاصيل التفاصيل تصب كل دقيقة.. بل كل ثانية في عقول البشر.. وتكاد تصيبهم بالجنون.. كثير منها حقيقي.. وكثير منها أيضًا مزيف ومضلل ومبالغ فيه بشكل مرعب.. كان الله في عون الناس.

<< من الواضح

ان خروج الناس من هذه «الفوبيا» سيكون صعبًا جدًا.. وربما يحتاج وقتًا أطول بكثير من المتصور.. إذ سيبدى هؤلاء مقاومة كبيرة إذا ما بدأ انحسار خطر الوباء وبدأت الدول في تخفيف إجراءات الإغلاق تمهيدًا للعودة إلى الحياة الطبيعية.

حدث ذلك الآن بالفعل.. متمثلًا في رد فعل البعض على ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الإسكان مساء أمس الأول.. عن عودة شركات المقاولات التي يعمل بها نحو 4 ملايين عامل وموظف وفني ومهندس إلى العمل بكامل طاقتها العمالية اعتبارًا من أمس السبت.. إذ نسمع أصوات احتجاج على هذا القرار.. تعتبره مخاطرة بأرواح العاملين بهذا القطاع وقهرًا لهم بعد تهديدهم بالجوع وانقطاع الرزق إن لم يعودوا للعمل.. وإنه كان أولى بالدولة أن تجبر الشركات «التي كسبت المليارات قبل ذلك بعرقهم» على منحهم إجازة مدفوعة الأجر لمدة شهر أو شهرين لحمايتهم من الخطر ولحماية المجتمع كله من «كارثة وبائية» ربما يتعرض لها جراء التسرع في تخفيف إجراءات الطوارئ.. من وجهة نظرهم.

<< في رأينا

أن هذا التخوف ليس له ما يبرره موضوعيًا ومنطقيًا.. ومنبعه هو التضخيم الكبير الحادث للخطر.. وكأن هذا الفيروس «انفجار نووي» لن ينجو من الموت كل من يتعرض لغباره.. مع أن الحقائق العلمية تقول عكس ذلك تمامًا.. فها هى الصين تعلن أن نسبة الشفاء من الفيروس تصل إلى 93% من المصابين.. والإحصائيات في مصر أيضًا تقول إن أكثر من 83% ممن يصيبهم الفيروس يتعافون منه ذاتيًا.. ودون تعاطي أدوية.. خاصة أنه لم يتم عمليًا التوصل لعلاج محدد لهذا المرض حتى الآن.. كما تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الوفاة بالكورونا لم تتجاوز 0.5 في المليون من التعداد السكاني.. أي أن هناك فردًا واحدًا يموت بالكورونا من بين كل 2 مليون مواطن.. ويمكنك تصور مدى ضآلة هذا الرقم.. لو علمت أن معدل الوفيات في مصر يبلغ 5.7 فى الألف حسب الإحصائيات الرسمية.. أي 5700 فرد يموتون سنويًا من بين كل مليون.. بمعنى أن هناك 570 ألف مواطن يموتون سنويًا بالأمراض المختلفة أو في حوادث طرف وإصابات مختلفة.. فما الذي يخيف في أن يكون بين هؤلاء الـ570 ألفًا 300 أو 400 أو حتى 1000 ماتوا بالكورونا (العدد الإجمالي المعلن حتى الآن 66 شخصًا فقط).. مع العلم أن عدد المتوفين في حوادث الطرق عام 2017 بأكمله مثلًا بلغ 7370 حالة ووفيات الإصابات عدا حوادث الطرق 11685 حالة.

<< هذا ليس تهوينًا

لكن محاولة لعدم التهويل في خطورة الموقف.. والحد من مخاوف العودة التدريجية للحياة الطبيعية وسط «فوبيا الكورونا» المسيطر على البشر.

بالعودة إلى قرار استئناف العمل بقطاع المقاولات.. علينا أن ننظر إلى هذا الأمر بواقعية.. فهو قطاع ضخم وحيوي يرتبط بالعديد من الأنشطة والصناعات الحيوية.. كما أن القطاع من الناحية العملية لم يتوقف عن العمل بشكل تام.. لكن يتم العمل وفقًا لمواعيد الحظر والإجراءات الاحترازية.. كما أن الشركات ترفض وقف العمل بسبب الخسائر المادية التي ستتكبدها.. ليس فقط من صرف أجور العمال ولكن بسبب عدم الوفاء بالتزاماتها التعاقدية التي تنص على غرامات تأخير باهظة.. ولا تستطيع الدولة إلزام الشركات بتحمل هذه الخسائر أو تعويضها عنها.

<< وفوق كل ذلك

فإن ما اتخذته الدولة من إجراءات احترازية حتى الآن قد حقق نتائج إيجابية في محاصرة الوباء والحد من انتشاره.. بشهادة منظمة الصحة العالمية نفسها التي وجه مديرها التنفيذي رسالة شكر إلى رئيس مصر على جهوده من أجل الالتزام بوقف انتشار فيروس كورونا.. والتي وصفها بأنها «تحرك عظيم وقيادي».

<< هذا يعني أننا نسير على الطريق السليم.. وأنه قد حان الوقت من وجهة نظرنا لنجني ثمار جهدنا.. ونتعايش مع الوضع القائم بواقعية.. ودون المزيد من تحمل الخسائر والضرر.. وقد سبقتنا في ذلك دول أخرى.

About this publication