America Does Not Subscribe to ‘Catholic Marriage’

<--

أطلت أحداث قدرية لتفرض لمساتها على مصير الانتخابات الرئاسية القادمة، رغم أن الجزم بالحزب الذى سيحظى مرشحه بالمنصب لا يُحسم قطعياً وفق ما تُظهِره استطلاعات الرأى العام. «أمريكا فى محنة» ليس مجرد عنوان اختارته القنوات الأمريكية فى تغطيتها الإخبارية، إنما سيمتد تأثيره إلى المشهد الانتخابى نتيجة وباء عالمى سجلت أمريكا أعلى نسب الإصابات به.. ثم انفجار الشارع الأمريكى إثر حادث عنصرى، ما يوجه المؤشرات نحو اقتراب جو بايدن خطوات من حلم عودة الحزب الديمقراطى إلى الرئاسة، رغم افتقاده مقومات «الحلم الأمريكى» التى يعشق الناخب رؤيتها تزين صورة الرئيس بكل «كاريزما» سلطة الثراء الفاحش وقوة السلطة.

احتمال عودة الحزب الديمقراطى إلى البيت الأبيض بالتأكيد تستدعى للذاكرة المصرية القريبة انطباعات سلبية عن سياسة إدارة مرشح هذا الحزب الرئيس السابق أوباما، خصوصاً أنها خرجت من دائرة التكهنات إلى وثائق تم مؤخراً الكشف عن سريتها حول مخطط أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون منذ 2010 تمكين تنظيم الإخوان فى مصر، ليبيا، تونس وتقسيم المنطقة العربية إلى محورين سنى – شيعى. وفق ما أظهرته وثيقة (Obama›s secret Pso-11).. كما ظهرت المخالب المستخدمة، تركيا – قطر بشكل معلن أمام العالم عند تنفيذ بنود الوثيقة من دعم الفوضى وإسقاط الدول فى المنطقة العربية، بالإضافة إلى تمكين شخصيات ترتبط بتنظيم الإخوان حتى وصلت إلى مراكز رفيعة داخل إدارة أوباما، مثل نائبة كلينتون هوما عابدين بكل علاقات أسرتها المتجذرة مع التنظيم، ورشاد حسين المتحدث الخاص لأوباما إلى منظمة المؤتمر الإسلامى وغيرهما، إذ بلغ عدد هذه الشخصيات حوالى 15 عضواً فى الإدارة، وفق شهادة وزير الدفاع السابق روبرت جيتس. المرشح الديمقراطى بايدن بدوره أضاف ورقة «صوت مسلمى أمريكا» ضمن الأوراق العديدة التى يلعب بها ضد منافسه الجمهورى ترامب، حيث شارك الأول فى مؤتمر انتخابى عقدته منظمة «إيماج»، وهى ضمن عدة منظمات إسلامية ترتبط بالتنظيم الدولى للإخوان، رغم أن المشاركة لا تخرج عن إطار اللعبة الانتخابية.

سرعة متغيرات الأعوام الماضية ستفرض تحولات على الرؤية التقليدية السابقة للحزب الديمقراطى.. فى المقابل لم يعد إخفاء ارتباط إرهاب التنظيمات التكفيرية المباشر بتنظيم الإخوان ممكناً داخل عنوان «الإسلام السياسى» السيئ السمعة. مهما بلغت محاولات فريق بايدن لإدارة السياسة الخارجية إعادة تسويق ملفات أوباما فى المنطقة العربية التى استغلت أجواء نبرة تذمر شعبى لإعادة برمجة الحالة تجاه مخططات كارثية.. كشف المفاوضات المشبوهة خلق بين الشعوب حالة استنفار حاد تجاه من تاجروا بآلامهم.. تيقن الشارع العربى أن الانسياق خلف الشعارات التى تاجرت بها التنظيمات هدفها واقعياً بيع الأوطان وليس إصلاحها. ضعف الأدوات التى اعتمد عليها أوباما سابقاً أيضاً يُشكِل عقبة أخرى. تنظيم الإخوان بكل أذرعه الإرهابية سقطت عن جسده كل أوراق التوت خلال عام واحد، أصبح هزيلاً فاقد الشعبية داخل الدول التى حاول هدمها والعالم بأسره. النخبة السياسية الأمريكية الممثلة فى حزبيها لم تعد تنساق خلف الخطط التقليدية حول الشرق الأوسط، فالمزاج الانتخابى العام يتجه إلى تقليل حكوماتهم من التدخل فى ترتيب أوراق الخارج.. وهو ما أشار إليه تعهد بايدن بالحفاظ على عدد محدود من القوات الأمريكية للقيام بدوريات فى الخليج لمراقبة تنظيم داعش.. ما يعنى استمرار الوضع الحالى لسياسة ترامب. أياً كانت المفاجآت التى سيسفر عنها شهر نوفمبر القادم.. لم يسبق ارتباط السياسة الأمريكية بعقود «زواج كاثوليكى» مع طرف ثابت.. والأمثلة عديدة عن أوراق راهنت عليها فى لعبة إدارة السياسة الخارجية ثم انتهت إلى التضحية بها عبر أرخص الطرق.

About this publication