The cold strategic tensions between Moscow and Washington start in the Syrian arena, take a detour through Georgia, and come to a stop at Kaliningrad, in the heart of Northern Europe.
Along the political and geographic borders that separate Europe from Syria, Georgia, Crimea, Ukraine and the Baltic, there are points of tension between the two world powers. Washington tries to push Russia into these regions, seeing its proximity along its western border. These land borders have been a threat to Russia throughout history. This vast geopolitical area is also vital to Russian influence, as much of the terrain was part of the former Soviet Union. The Russian Federation inherited it all, just as it sponsored all of the treaties that were signed within the former Union.
When Russian Minister of Defense Sergey Shoygu says that NATO seeks to bring back Cold War confrontations, this statement cannot be brushed aside. Foreign ministers and ambassadors don’t just haphazardly wade into unneeded diplomatic disputes. This past July 6, Shoygu announced that American B-52 bombers were running drills above the waters of the Black Sea and Baltic Sea to launch strikes on Russian territory. Clearly, Cold War tensions exist between the two formidable giants.
The situation is moving forward differently than before, in the sense that Moscow has started to recognize the unipolarity that Washington has pushed since 1990. The United States of America still sees Russia as a strategic opponent, despite the huge gap in terms of economic power and naval strength between the two sides. But the scales are, without any doubt, tilted in favor of the the United States.
America was not the only country to conduct reconnaissance; spy planes of other allied countries also flew near Russian borders. On Sept. 7, Russian warplanes intercepted British and Norwegian spy planes above the north Barents Sea and forced them to leave the area. These recon missions were actually permitted under the Treaty on Open Skies of 2002, which included 32 countries, among them the United Kingdom, Norway and Russia. Yet Russia took Donald Trump’s withdrawal from the treaty last May as a complete nullification of the treaty.
The mutual accusations between the two parties continued after the Intermediate-Nuclear Forces Treaty of August 2019. Washington and Moscow reached an agreement on this treaty in 1987, but it went up in smoke with the overnight emergence of European missile bases.
Today, Russia accuses NATO of employing missile bases close to its borders with the Czech Republic and Poland. Meanwhile, NATO accuses Russia of moving powerful missile enclaves to the strategic Kaliningrad zone.
The clashes between Russian and American soldiers in northeastern Syria this past Aug. 25 have also heightened tensions. A number of American soldiers were wounded, prompting U.S. National Security Advisor Robert O’Brien to threaten to retaliate.
The American strategic footholds in Syria are no less important than the Russian ones. With Syria’s regional and international influence, it holds great influence among America’s foreign involvements, especially with the Kurdish SDF forces in northern Syria (which, by the way, have crucial reserves of oil and gas).
Finally, the newest development in the cold tensions: the Herculean military exercise known as Noble Partner, which took place from Aug. 8 to 18 in Tbilisi. Two thousand eight hundred soldiers and officials from the United States, France, Poland and the United Kingdom took part in the spectacle. Even with the assurance of Georgian Prime Minister Giorgi Gakharia that the goal of the exercise is to strengthen ties with Europe, Moscow expressed its disdain for the event, saying that the inclusion of Georgia in NATO is a direct threat to its national security. This could bring about the return of tensions in Tbilisi and within the region of Ossetia and Abkhazia, which announced their succession from Georgia in 2008 following the Russian military entry into Georgia.
Russia continually tries to keep the upper hand on Eurasia, but the threat of one-upmanship is greater than ever before.
التوتر البارد بين موسكو وواشنطن يبدأ من الساحة السورية، مروراً بجورجيا، وصولاً إلى جيب كالينينجراد في قلب أوروبا الشمالية
عندما يقول وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الناتو يسعى للعودة إلى مواجهات الحرب الباردة؛ لا يمكن اعتبار التصريح مناكفة دبلوماسية فقط، ذلك أن المناكفات الدبلوماسية غالباً ما يتحمَّل أعباء الخوض فيها وزراء الخارجية أو السفراء. وشويغو الذي أعلن في 6 أيلول الجاري أن طائرات حربية استراتيجية أمريكية قاذفة من طراز «ب - 52» تتدرب فوق مياه البحر الأسود على بين العملاقين اللدودين، وهو ينحو باتجاه مسارات مختلفة عن المسارات السابقة، بمعنى أن موسكو لم تعُد تعترف بالأُحادتوجيه ضربات ضد الأراضي الروسية، وفوق مياه بحر البلطيق في الشمال بالقرب من الحدود الروسية؛ يعني أن التوتر البارد قائم ية القطبية التي فرضتها واشنطن بعد العام 1990، والولايات المتحدة الأمريكية مازالت ترى أن روسيا هي الخصم الاستراتيجي، بصرف النظر عن الفارق الكبير في حجم قوة الطرفين، خصوصاً من الناحية الاقتصادية، وفي القوى العسكرية البحرية التي تميل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية بطبيعة الحال.
وعلى خط الحدود السياسية والجغرافية التي تفصل أوروبا عن آسيا ابتداءً من السواحل السورية جنوباً مروراً بجورجيا وجزيرة القرم وأوكرانيا وصولاً إلى البلطيق، توجد عدة نقاط توتر بين القوتين الدوليتين الكبيرتين، وتحاول واشنطن حشر موسكو في هذه المناطق، نظراً لكونها تقع بالقرب من الحدود الغربية لروسيا. وهذه الحدود البرية كانت عبر التاريخ، مصدر تهديد للبلاد، كما أن هذه المساحة الجيوسياسية الواسعة، تعتبر بمثابة المدى الحيوي للنفوذ الروسي، وجزء كبير منها كان من ضمن الاتحاد السوفييتي السابق الذي تفكك عام 1990، وورثته روسيا الاتحادية في مجلس الأمن، كما تكفلت بكل المعاهدات التي كان قد وقَّع عليها الاتحاد.
التحليق التجسسي بالقرب من الحدود الروسية لا تقوم به الطائرات الأمريكية فقط، بل يشمل طائرات من دول حليفة لها. فالمقاتلات الحربية الروسية اعترضت في 7 أيلول طائرة تجسس بريطانية وأخرى نرويجية فوق بحر بارينتسيفو في الشمال وأجبرتها على مغادرة المنطقة. علماً أن مثل هذه الأعمال الاستطلاعية كانت مسموحة بموجب معاهدة «السماوات المفتوحة» للعام 2002، ولكن روسيا اعتبرت أن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المعاهدة في أيار الماضي بمثابة إلغاء للمعاهدة برمتها، وهي كانت تضم 32 دولة، من بينها بريطانيا والنرويج وروسيا.
أما التوتر البارد على الأرض بين الفريقين، فهو يبدأ من تعارض المصالح على الساحة السورية جنوباً، مروراً بجورجيا التي كانت من ضمن أراضي الاتحاد السوفييتي، وصولاً إلى جيب كالينينجراد الروسي في قلب أوروبا الشمالية. والاتهامات المتبادلة بين الطرفين توالت بعد إلغاء معاهدة منع نشر الصواريخ النووية متوسطة المدى في آب 2019، وهذه المعاهدة التي أبرمت بين واشنطن وموسكو عام 1987؛ كانت تضبط حركة انفلاش القواعد الصاروخية في أوروبا. أما اليوم؛ فروسيا تتهم حلف الناتو بنشر قواعد صواريخ بالقرب من حدودها في تشيكيا وبولونيا، بينما يتهمها الناتو بنقل قواعد صواريخ متطورة إلى جيب كالينينجراد الاستراتيجي.
وقد زاد من حدة التوتر اصطدام جنود روس مع جنود أمريكيين في شمال شرق سوريا في 25 آب الماضي، وأسفر عن جرح عدد من الجنود الأمريكيين، مما حدا بمستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين إلى توجيه تحذير لروسيا من مغبة تكرار مثل هذا العمل، لأن الحسابات الاستراتيجية الأمريكية في سوريا لا تقل عن أهمية الحسابات الروسية، ذلك أن نفوذ سوريا على مناطق الساحل السوري ومع دوائر الدولة، لا يزيد أهمية على الحسابات الأمريكية مع قوات «قسد» الكردية في مناطق شمال سوريا التي تحتوي على المخزون الأساسي من النفط والغاز.
وما زاد من منسوب التوتر البارد بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية؛ المناورات العسكرية الواسعة «نوبل بارتنز 2020» من 8 إلى 18 آب، والتي انضم إليها حلف الناتو في جورجيا بالقرب من العاصمة تبليسي، ويشارك فيها 2800 ضابط وجندي من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وبولونيا. ورغم تأكيد رئيس وزراء جورجيا جورجيو جاخاريا أن المناورات هدفها تعزيز التواصل مع أوروبا، وليست موجهة ضد أحد، لكن موسكو أبدت امتعاضاً من إقامة هذه المناورات، معتبرةً انضمام جورجيا لحلف الناتو تهديداً مباشراً لأمنها القومي، وهو ما قد يُعيد التوتر بين تبليسي من جهة، وإقليمي أوستيا وأبخازيا اللذين أعلنا الانفصال عن جورجيا في العام 2008، في أعقاب الدخول الروسي العسكري إليها.
تحاول روسيا الحفاظ على تفوقها الأرضي في أوراسيا، لكن التهديد الاستراتيجي لهذا التفوق قائم أكثر من أي وقتٍ مضى.
This post appeared on the front page as a direct link to the original article with the above link
.