America’s Political and Moral Bankruptcy Peaks

<--

أميركا.. ذروة الإفلاس السياسي والأخلاقي

صمود سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، والرسائل البليغة التي وجهها السوريون عبر صناديق

الاقتراع، ومن خلال مشاركتهم الكثيفة في الانتخابات الرئاسية، من الطبيعي أن يكون له أثر مدو لدى أقطاب منظومة العدوان، وعلى رأسهم إدارة الإرهاب الأميركي، وهذا ما تعكسه حالة التخبط والارتباك التي تعبر عنها تصريحات المسؤولين الأميركيين والأوروبيين الرامية للطعن بشرعية الانتخابات، سواء كانت هذه التصريحات صدرت قبل بدء عملية الانتخاب أو بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهو ما دلت عليه أيضاً التصرفات و السلوكيات اللاشرعية واللاأخلاقية التي تمارسها إدارة بايدن.. رغم كل مشاهد الفرح والابتهاج بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وما أفضى إليه من نتيجة حتمية عكست خيار السوريين وتمسكهم بوطنهم وبقائدهم، إلا أن الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيين ما زالوا يصرون على إنكار الواقع، لأن رهانهم كان ولا يزال هو الإرهاب والعدوان، رغم أنهم فشلوا بتحقيق أجنداتهم السياسية طيلة السنوات العشر الماضية من عمر الحرب الإرهابية، والانتقال إلى مرحلة تصعيد أخرى أمر غير مستغرب نظراً لطبيعة النزعة الاستعمارية التي يرفض الغرب بقيادة أميركا التخلي عنها، حيث لم تزل واشنطن ترسم الأدوار، وتحدد الاتجاهات لكل أتباعها وأجرائها الإقليميين والدوليين من أجل تدوير زوايا هذا الإرهاب لاستمرار الحرب ومنع أي حل سياسي.

سلسلة الانتهاكات والتجاوزات، والجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة في سورية- والتي تصل إلى مستوى جرائم حرب – أحد الشواهد الحية على العقلية الإجرامية التي تتحكم بالإدارات الأميركية المتعاقبة، وإدارة بايدن تستكمل تجسيدها اليوم بكل صلف وغطرسة، فنلاحظ على سبيل المثال أن عمليات تسلل المسؤولين الأميركيين إلى الأراضي السورية (منطقة الجزيرة) لم تتوقف، وذلك بهدف عقد لقاءات واجتماعات دورية مع متزعمي التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية في تلك المناطق، لتنسيق اعتداءاتهم الممنهجة ضد المدنيين ومواقع الجيش العربي السوري، وهذه اللقاءات تندرج في إطار مواصلة الدعم الأميركي للإرهاب، لمنع الدولة السورية من إعادة بسط سيطرتها على كامل أراضيها، وهذا ما سبق وأقر به المدعو جيمس جيفري الذي ارتبط اسمه بدعم التنظيمات الإرهابية، وتولى مهمة عقد اجتماعات دورية مع متزعميها.

من مفارقات زمن العربدة الأميركية، أن المسؤولين الأميركيين وفي ذروة ممارستهم لأعمال اللصوصية، فإنهم لم يكفوا عن تصويب سهامهم المسمومة للطعن بشرعية الانتخابات الرئاسية، علماً أن العالم أجمع ذهل بمستوى المشاركة الشعبية، وحجم الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع، سواء داخل سورية أو خارجها، وأيضاً أدرك حقيقة التفاف السوريين حول قيادتهم السياسية، ما يؤكد أن مسؤولي إدارة بايدن يعصبون أعينهم عن رؤية الحقيقة لشدة وقع صدمتها عليهم، فهم الذين راهنوا طويلاً على سياسة الحصار الاقتصادي لتشديد الخناق على الشعب السوري لتأليبه ضد قيادته، ولكنهم فشلوا، وحاولوا مراراً وتكراراً إضعاف سورية وتفكيك مؤسساتها الدستورية والتشريعية عبر العدوان والاحتلال والإرهاب، لكن مخططاتهم ومشاريعهم العدوانية انهارت أمام صمود هذا الشعب، وتضحيات جيشه البطل، واليوم يحاولون من خلال اجترار تصريحاتهم الملتوية التأثير على مواقف السوريين لمنعهم من قطف ثمار انتصارهم السياسي الجديد، ولكن الرد السوري كان بغاية الوضوح يوم الاستحقاق.

المسؤولون الأميركيون غالباً ما يلجؤون لأساليب ملتوية لتحقيق أهدافهم الدنيئة، لأنهم نتاج نظام عصابات وقطاع طرق، لا يكفون عن طرح المزيد من البدائل على أمل تعويض فشلهم المتراكم، وواضح أن إدارة بايدن قد ضربت بعرض الحائط نصائح مسؤولين أميركيين سابقين ممن كان لهم دور كبير في رسم خرائط الحرب الإرهابية على سورية، أمثال جيفري فيلتمان وروبرت فورد، واللذين سبق وأقرا بالفشل الأميركي في تحقيق أي نتائج ملموسة عبر إدارتين متتاليتين ” أوباما وترامب”، وهي تصر بحماقاتها على إعادة إنتاج هذا الفشل مجدداً، سواء بمواصلة سياسة الاحتلال ودعم الإرهاب، أو مضاعفة عمليات سرقة النفط والمحاصيل الزراعية، وتشديد الحصار، أو اللهاث المستمر لتفخيخ مسار الحل السياسي، وتهديد الدول الأخرى الراغبة بإعادة علاقاتها مع سورية، وكل هذا التصعيد هو في النتيجة انعكاس لسياسة العجز والإفلاس السياسي والأخلاقي لمسؤولي إدارة الإرهاب الأميركية.

About this publication