Biden Follows in Obama’s Wake in Iraq

<--

لا شك أن الغزو الأمريكي للعراق والإطاحة بصدام وتفكيك الجيش العراقي وتدمير البنية التحتية العراقية، تسبب في تدهور كافة مناحي الحياة، وحول العراق إلى دولة فاشلة، وتركه فريسة للمد الإيراني وسيطرة المليشيات التابعة والموالية لطهران واضحة للعيان..

ورغم ذلك فإن العراق سيظل شريكًا حيويًا للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط والشراكة الأمريكية العراقية على حد قول جو بايدن – خلال استقباله مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي منذ أيام – بأنها شراكة حقيقية ومٌهمة، وأن إدارته مٌلتزمة بتقوية هذه الشراكة..

ورحب عدد كبير من المٌحللين السياسيين والمٌختصين في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط بما أعلنه جو بايدن بخصوص إنهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق قبل نهاية العام الجاري، مع إبقاء قوات خاصة وإسناد مهمة تدريبية واستشارية لها، مع تقديم الدعم ومشاركة المعلومات الاستخباراتية مع العراق، ويرى البعض أن هذا القرار هو قرار رمزي إلا أنه ضروري ومهم؛ من أجل الحفاظ على الشراكة مع العراق، ويٌساهم أيضًا في التخفيف من غضب بعض العراقيين خاصة الميليشيات المدعومة من إيران والتي ترغب في إنهاء مهمة القوات الأمريكية القتالية.

وهٌناك مخاوف من فشل جو بايدن في تحقيق هذا الهدف؛ لأن الميليشيات العراقية الموالية لإيران قد تلجأ إلى التصعيد العسكري؛ كمحاولة للعودة إلى الواجهة بعدما حيدها الاتفاق العراقي الأمريكي الذي يهدف لتطوير الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وبعد نجاح زيارة الكاظمي في بلورة وتحديد طبيعة ونوع العلاقة بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية، وهو ما يٌعتبر تطورًا إيجابيًا لا سيما لناحية التعاون العسكري والأمني والتواجد والدعم الأمريكي الذي يحتاجه العراق حالياً، خاصة أن العراق ليس كأفغانستان، وأن القوات الأمريكية الموجودة في العراق حاليًا هدفها مٌحدد، وهو المساعدة في التدريب وتقديم المشورة وتجهيز القوات العراقية؛ للقيام بمهام مثل مواجهة الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها “داعش” التي ظلت تٌشكل تهديدًا لمدة طويلة.

وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية الحالية تريد الهدوء في العراق وفي رؤية قوة أمنية عراقية أقوى، وأن تكون قادرة على مواجهة “داعش” والميليشيات العراقية الموالية لإيران، وتمكين بغداد من مقاومة الضغط الإيراني.

أما عن الحكومة العراقية ورئيسها مصطفى الكاظمي فهو لا يريد الدخول في معركة ضد الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران؛ لأنه يخشى من اندلاع حرب أهلية شيعية على الرغم من عجزه وعدم قدرته على مواجهة النفوذ الإيراني القوي في العراق؛ لذلك فهو “حذر جدا في اختيار المسار الصحيح للنجاح في ضبط الميليشيات دون أن يدفع إيران إلى التصعيد في العراق؛ ولذلك فقد قام الكاظمي قبل قدومه إلى واشنطن ولقائه بالرئيس جو بايدن بالتشاور مع الجميع، ووضع كل القوى السياسية العراقية في أجواء ما ينوي القيام به في أمريكا والكاظمي يحظى بدعم عراقي واسع خاصة لناحية اعتقاده بأن العراق يحتاج إلى دعم وتعاون الولايات المتحدة في إعادة إعمار واستقرار العراق، وأن أي تصعيد من الميليشيات سيٌقوض حكومته، ويٌحرج العراق تجاه شركائه الدوليين لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك فإن التصعيد أيضاً ليس من مصلحة القيادات الشيعية، وليس في مصلحة إيران أيضاً.. وللحديث بقية

About this publication