America’s Broken Promises

<--

وعود عرقوب الأميركية

رد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة على تصريحات بينيت التي قال فيها بأنه لا مكان لقنصلية أميركية مخصصة للفلسطينيين في القدس الشرقية، بالقول ان فتح القنصلية الاميركية في القدس الشرقية هو التزام رسمي أميركي.

ونحن في «القدس» مع الرد الرسمي الفلسطيني، ومع كل كلمة قالها ابو ردينة، ولكن ايضاً كان من المفروض على الادارة الاميركية ان ترد على تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية الذي هو اكثر يمينية وتطرفاً من معلمه بنيامين نتنياهو، حيث أطاح به رغم انه معلمه، نظراً لمصلحة شخصية هي وصول بينيت الى رئاسة الوزراء رغم انه حصل على ستة مقاعد فقط في الكنيست الاسرائيلي.

وما دام إعادة فتح القنصلية الاميركية في القدس الشرقية، هو التزام اميركي من اجل التواصل المباشر مع الفلسطينيين، فلماذا لا تزال إدارة الرئيس بايدن تتلكأ في إعادة فتحها، ولماذا لا تضع النقاط على الحروف، وتلجم بينيت وغيره من وزراء حكومته اليمينية الذين يرددون علناً بأنهم ضد السلام وبأن الضفة الغربية حسب زعمهم هي أرض اسرائيلية ويتحدون العالم ويضربون بقرارات الأمم المتحدة بعرض الحائط.

ان على الولايات المتحدة الاميركية ان تسارع الى فتح القنصلية لأن كل تأخير في إعادة فتحها يجعل القاصي والداني يشكك في الالتزام الاميركي بهذا الشأن.

كما ان هذا التأخير يعني ان الإدارة الاميركية تستجيب للإملاءات الاسرائيلية، خاصة وان العديد من وزراء هذه الحكومة الاستيطانية يعلنون بين الفينة والاخرى بأن الادارة الاميركية لن ترفض الطلب الاسرائيلي الاحتلالي بعدم إعادة فتح القنصلية في القدس الشرقية التي ضمتها دولة الاحتلال وتعتبرها هي والقدس الغربية عاصمتها.

وعلى الجانب الفلسطيني الضغط على إدارة الرئيس الاميركي بايدن من أجل إعادة فتح القنصلية، وفي حال مواصلة امريكا التسويف والمماطلة والتأخير اتخاذ خطوات أخرى وعدم الرهان على الولايات المتحدة التي تعتبر دولة الاحتلال حليفا استراتيجيا لها في المنطقة.

فالوعود الاميركية هي شبيهة بوعود عرقوب، فهي قالت أيضاً انها ستعيد فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ولكن حتى الآن لم يعاد فتحه، الى جانب وعود اخرى لم تنفذ رغم مرور حوالي العام على تسلم إدارة الرئيس بايدن لمقاليد الحكم في اميركا، وعلينا الاعتماد على الذات أولاً وأخيراً.

About this publication