فِى كُمُونٍ عَنِ الأَنْظَارِ، فِى اخْتِفَاءٍ وَتَوَارٍ، يحتاج وزير الخارجية الأمريكى «أنتونى بلينكن» إلى درس فى اللغة العربية الفصحى، أو ترجمة حرفية دقيقة لمعنى «كُمُون» ومرحلة «الكُمون» التى تمر بها التنظيمات الإرهابية التى يعتزم رفعها من قائمة الإرهاب الأمريكية، ما يعنى إطلاقها علينا إرهابيًا لتسعى فِى الْأَرْضِ فَسَادًا، وتسفك الدماء.
مقالات متعلقة
المفتى فى مجلس العموم
المَنْسِيُّون!!
معنى أن تكون إنسانًا..
وليراجع على أجهزته الأمنية وقيادته العسكرية.. تحديدًا، الجنرال «مايكل إريك كوريلا»، قائد القيادة المركزية الأمريكية، الذى صرح فى القاهرة بعد العملية الإرهابية الغادرة على «محطة مياه غرب سيناء»، وقال نصًا: «إن الهجوم يؤكد استمرار تهديد المتطرفين».. هل أبلغ «كوريلا» حكومته بخبر الهجوم واستمرار التهديد الإرهابى؟!.. هلا رفع «كوريلا» إلى قياداته العسكرية فى البنتاجون تقريره بأن الإرهاب لايزال مهددًا للمشروع التنموى المصرى، ويضر بالمصالح الأمريكية المؤكدة فى الشرق الأوسط ويعطى إشارة خضراء لكل التنظيمات والجماعات الإرهابية لتمر من البوابة الأمريكية الكبيرة بصك براءة يغسل أيديها من الدماء، ويعيد رسم صورتها كضحايا للحكومات؟!!.
مهم الإبلاغ العاجل وإيقاظ «بايدن النعسان» على «مخطط أوباما»، الذى يتبناه «بلينكن». إدارة بايدن ترتكب حماقة (خطيئة) سياسية، لم تتحسب لها ولم تحسب عواقبها، وستندم عليها يوم لا ينفع الندم، وستعض بَنان النَّدم. إدارة بايدن على نهج المعلم «أوباما» تغازل الجماعات الإرهابية من حول العالم.. غزلا صريحا ومفضوحا.. الله يفضحكم!.
الخارجية الأمريكية التى عطلت طويلا ولاتزال، تصنيف جماعة الإخوان إرهابيًا، وحظرها رغم الإلحاح المصرى الموثق بجرائم إرهابية ودماء وأشلاء، وتتمنع علينا بمُحن سياسى يوصف بالعهر، تلهينا بفضيحة، بقنبلة دخان، بإطلاق أشباح الجماعات الإرهابية فى الساحة المصرية.
فضيحة سياسية أمريكية «بلينكن جيت» إذا شئنا الوصف، شطب خمس منظمات إرهابية بينها منظمتان تنشطان إرهابيا على الأراضى المصرية.. تخيل كل هذا التاريخ الدموى للمنظمتين (الجماعة الإسلامية، وأنصار بيت المقدس) لا يقلق إدارة بايدن.. تخيل هذه الإدارة وفق «تقرير بلينكن» تتجاهل أن المنظمتين اللتين ستشطبهما ضمتا قائمة قصيرة من خمس منظمات، كانت ولاتزال تشكل تهديدات كبيرة، وقتلت المئات إن لم يكن الآلاف من الضحايا، مدنيين وعسكريين فى مصر.
«المخاتل بلينكن» يعتقد أن تلك المنظمات لم تعد نشطة، ولم تبادر خلال السنوات الماضية بارتكاب أى أعمال عنف، ما يستوجب إعادة تقييم لمدى خطورتها..
ينبغى تذكير «بلينكن» بما يسمى استراتيجيًا «فترة الكُمُون»، وهى الفترة التى تهدأ فيها نشاطات الجماعات الإرهابية، وتستمر لسنوات وربما لعقود، يتم خلال هذه الفترة تجنيد عناصر جديدة وتولية قيادات خارج الرصد الأمنى، وإعادة إنشاء الشبكات العنكبوتية، وتجميع السلاح وتجديد مصادر التمويل، وفتح قنوات اتصال محلية ودولية بغرض ضخ الجماعة مجددا.
صعب على «بلينكن» فَهم مثل هذه التحليلات، والجمهوريون فى الكونجرس يعتقدون أن رفع خمس منظمات إرهابية بروفة لمحاولة رفع جماعة «الحرس الثورى الإيرانى» من على قائمة الإرهاب من أجل تلبية طلب طهران.
تخيل حجم الفضيحة، تطلق جماعات إرهابية كستار لإطلاق جماعة صنفتها إرهابيًا، وتطلقها كصفقة سياسية ولا تأبه بتداعيات وخطورة إطلاق هذه الجماعات الإرهابية على السلم والاستقرار العالمى.
معلوم فضيحة «ووترجيت» اسم لأكبر فضيحة سياسية فى تاريخ أمريكا (داخليًا). «بلينكن جيت» من وصفنا، اسم لأكبر فضيحة سياسية فى تاريخ أمريكا (خارجيًا). إذا لم تكن هذه فضيحة سياسية.. فماذا تكون توصيفًا؟!.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.