American Democracy

<--

تتراجع امريكا عن خططها الهادفة الى دمقرطة العالم العربي باعتباره يشكل حيزا كبرا من منطقة الشرق الاوسط فهي لم تعد تكمل ذلك الحماس الذي فاضت به واستفاضت على العالم العربي حينذاك عندما قررت ان هذا الجزء من العالم لا يمكن التعامل معه الا بعد دمقرطته او لنقل بعد فرض الديمقراطية عليه كأسلوب حياة .

وتنطح كثيرون من ابناء جلدتنا في ذلك الوقت للموضة الامريكية التي كانت تريد ان تلبسنا اياها على طريقتها هي لا بحسب خصوصيات المنطقة لانها لا تعترف بالمنطقة ولا بخصوصياتها الا من منظارها هي او بالاحرى من المنظار الاسرائيلي الذي يلون الاشياء كما يريد ويرسلها صورة نمطية الى امريكا وبعدها تعود الينا الصورة لنحاكيها ونعمل على منوالها بدون زيادة ولا نقصان.

ونجحت الولايات المتحدة الامريكية في تسويق الفكرة على بعض من وجدوها فرصة لتمرير اجنداتهم علينا لانهم كانوا يعرفون ان هبة امريكا لا تخلو من بعض القطران وان دواءها هذه المرة سوف يتواصل مع انواع اخرى يحبونها هم فوفرت لهم الاموال وفتحت لهم مكاتب واطلقت لهم المشاريع واسمت الامور بمسميات مختلفة منها ما هو معروف ومنها ما تعرفنا عليه في الفترة الاخيرة.

ولكن انهيار المشروع الذي بشرت به امريكا لجعل العالم العربي ديمقراطيا كان واضحا وبشكل صارخ نهاية الاسبوع الماضي في الدوحة عندما انعقد مؤتمر المستقبل الذي شاركت فيه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي لم تأت بجديد وربما جاء للمشاركة من اجل المشاركة بحسب من شارك كان يأمل ان يخرج بشيء الا انه فوجىء كما فوجىء غيره ان امريكا ونواياها لم تعد كما كانت وان اندفاعتها نحو دمقرطة العالم العربي ليس بالقوة ولا بالحجم المتوقع لدرجة ان كندا تقدمت على الجميع بمشروع جديد حول العملية السلمية وحل الصراع العربي الاسرائيلي بصورة فجة ربما لو عرض المشروع على اسرائيل نفسها لحاولت التخفيف من حدته ونبرته لانها لا تريد ان يكون لون حلفائها فاقعا جدا لدرجة لا تمكنهم من ان يكون وسطاء او طرفا يمكن الحديث بينهم وبين نظرائهم العرب بينما اكتفت كلينتون بالمراقبة على وعد ان يتم التقدم بافكار جديدة مستقبلا.

الرئاسة الثنائية او المشتركة الان تقودها فرنسا التي كادت ان ترحب بالرئيس المخلوع بن على حيث كانت كل الامور تشير الى الاستعداد لاستقباله في باريس لكن عقلاءها في اللحظة الاخيرة ابصروا الحقيقة وابتعدوا عن مستنقعنا.

الجديد في مشروع الحريات العامة والتنمية والمستقبل والتحديث والاصلاح السياسي والاجتماعي والانتخاب وغيرها من المفردات تقف الان حائرة بلا سند لان العالم العربي ليس كما يريده الغرب فلا هو خلع معطفه ونزل الى الشارع كما اراده الغرب ولا هو تقدم من تلقاء نفسه فحير العلماء والخبراء والمصلحين والاصلاحيين لدرجة ان التوصيات جاء وبصورة لا تقبل التأويل ان اتركوا العالم العربي يتعامل بهذه العبارات والموقف كما يحلو له لان المنطقة تمور وهي في حالة مخاض لعل جديدا يتحقق.

hamdan_alhaj@yahoo.com

التاريخ : 18-01-

About this publication