بات من الواضح أن الازدواجية المقززة قد وصلت إلى مرحلة من الانفصام السياسي لدى الغرب في التعاطي مع ملفات وغض النظر عن أخرى.
فالغيرة الفرنسية والاستنفار الأوروبي وتحريك مجلس الأمن لإنشاء جسر جوي إنساني في شمال العراق هو لحماية مصالح هذا الغرب، أو على الأقل بما حققته الإدارة الأمريكية من ضمان السيطرة على احتياط النفط . أما غارات النفاق الأمريكي وإرسال 150 خبيراً عسكرياً إلى كردستان تحت مسمى (مكافحة الإرهاب وحماية الأقليات) ما هو إلا ذريعة لإظهار إدارة أوباما بصورة المنقذ .
فهبّة الغرب لتفادي ما حصل في أربيل هو ليس من أجل الدفاع عن المدنيين وحقوق الإنسان، وإنما لإدراكهم أن اقتراب هذه الفيروسات الداعشية من أربيل ومن مشروعهم في حماية المحمية الصهيونية « كردستان» نقطة الانطلاق للمشروع الإسرائيلي في ضرب إيران ووحدة العراق . إضافة إلى توجيه رسائل لتنظيم «داعش» الإرهابي المدعوم من الغرب وواشنطن للابتعاد عن المناطق الكردية وتوجهه إلى سورية وبغداد لإثارة الفساد والفوضى الدموية والفتنة بهدف تفتيت هذه الدول وتفكيكها.
فقرار الإدارة الأمريكية التدخل السريع من أجل كبح جماح «داعش» وتهديده للمصالح النفطية والأمنية شمال العراق يؤكد النفاق والكذب حول ما يروّج لوقف المجازر المنتهكة بحق الأقليات في العراق، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل حول التقاعس الغربي والأمريكي في المجازر التي ارتكبت بحق مسيحيي نينوى , ثم أين النخوة الأمريكية حيال ما حدث من إعدامات وقطع للرؤوس في المناطق السورية؟
لا شك أن العراق اليوم أمام تحديات خطيرة ومكافحة الإرهاب أولوية لأن المستهدف هو محور المقاومة سواء من داعش أم من التدخل الأمريكي، وهذا يتطلب بناء جبهة عربية تتصدى لهذه المشاريع الإمبريالية في مواجهة القوس الداعشي ومحاربة الغزاة المدمرين للعراق من بوابات عدة في محاولة لخلط الأوراق بين المكونات السياسية العراقية، وإظهار هؤلاء الساسة أنهم من جرّ الوباء ضد العراق وشعبه
ونقول للعراقيين: إن تشكيل حكومة عراقية جديدة تضم مختلف أطياف المجتمع وتوحد العراقيين في مواجهة الإرهاب هي الخطوة الأولى والضرورية للمحافظة على وحدة العراق، أرضاً وشعباً.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.