Pelosi Attempts to Return Balance to American Policy

<--

بيلوسي في دمشق.. محاولة لإعادة التوازن إلى السياسة الأميركية…بقلم : حسان يونس

مقالات واراء

تنطوي زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لدمشق على أهمية خاصة على الرغم من الاعتراضات التي أبدتها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، ذلك أن بيلوسي هي الشخصية السياسية الثالثة في الولايات المتحدة،

وقيامها بهذه الزيارة يؤكد على وجود رغبة في إعادة التوازن إلى السياسة الأميركية التي اختلت بشدة بسبب التحركات الدبلوماسية والعسكرية الخاطئة للإدارة الأميركية في أكثر من منطقة.

من المعروف أن الصراع العربي ـ الإسرائيلي هو مفتاح جميع المشكلات الأخرى في الشرق الأوسط، وهكذا فإن أي تحرك جاد لتسوية هذا الصراع لابد وأن تكون دمشق جزءا رئيسيا منه، سواء بسبب أراضيها المحتلة أو بسبب وزنها الاقليمي الذي لا يمكن القفز من فوقه.

لقد دأبت الولايات المتحدة على تبني وجهات النظر الإسرائيلية بشكل تام وكامل، وبطبيعة الحال فإن بيلوسي ليست استثناء، ومع ذلك فإن زيارتها لدمشق واستماعها إلى وجهة نظر سوريا تشكل خطوة مهمة إلى الأمام في ظل التحركات القائمة حاليا من أجل دفع عملية السلام المتعثرة.

لقد ارتكبت الولايات المتحدة، وعبر عدة عقود مجموعة من الأخطاء أدت إلى استمرار الصراع العربي ـ الإسرائيلي وما أفرزه هذا الصراع من مشكلات على أكثر من صعيد وفي أكثر من منطقة، وبطبيعة الحال فإن ما فعلته إدارة الرئيس جورج بوش كان الأسوأ على الإطلاق، سواء بسبب احتلالها العسكري للعراق، أو بسبب مقاطعتها لسوريا دونما سبب مفهوم أو مبرر على الإطلاق، وبطبيعة الحال فإن زيارة بيلوسي لا تعني تغيرات دراماتيكية، وان كانت تشكل فرصة مهمة للغاية من أجل الاستماع إلى وجهات نظر دمشق والوقوف على الرأي الآخر لمشكلات لا يمكن تسويتها قبل الاستماع إلى مختلف الأطراف المعنيين بها.

إن ما تقوله الولايات المتحدة عن دعم سوري للإرهاب بسبب علاقات دمشق بحركتي حماس وحزب الله ينطوي على خبث شديد، ذلك أن العالم العربي بأسره، ومعه معظم دول العالم لديهم علاقات طبيعية مع الحركتين بسبب موقعهما المهم في الشأنين الفلسطيني واللبناني، وقد رأينا السيد اسماعيل هنية يشارك في مؤتمر القمة العربي الأخير إلى جانب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ولم نسمع أن واشنطن قررت مقاطعة الدول العربية وعدم التحاور معها بسبب هذا الموقف.

إن كل ما سمعته رئيسة مجلس النواب الأميركي هو حرص سوريا على حوار جاد وصادق ومسؤول مع الأميركيين من أجل إيجاد حلول عادلة ودائمة لمشكلات المنطقة، وهذا ما يتعين التجاوب معه، إذ أن الحوار كان على الدوام هو الوسيلة المثلى لإيجاد حلول للخلافات والنزاعات، أما التلويح بالقوة فقد فشل على الدوام، وما نراه في العراق يشكل درسا بليغا لدعاة التشدد والحرب في الولايات المتحدة وفي غيرها.

المصدر : الوطن القطرية

About this publication