Weak Arab Regimes Like Iraq Invite Terror Attacks

<--

توقيع

2007/04/11

توقيع

مَن يحرق الجزائر والدار البيضاء؟

فاتح عبدالسلام

أي انفجار ارهابي يقع في الدول العربية كافة هو انعكاس مباشر للحرب الدائرة في العراق. وهذا ليس اتهاماً ضد أحد وليس اكتشافاً أيضاً.

وبات واضحاً ان معظم الأجهزة الاستخبارية تعمل علي تدارك الاخطار وعيونها مفتوحة علي ما يحدث في العراق. ولأنّ المصالحة الوطنية الحقيقية لم تحدث في العراق ولم تلتزم الحكومة الحالية بما قطعته للرئيس الأمريكي جورج بوش في انجاز المهمة الوطنية خارج الرؤية الحزبية الضيقة المبنية علي الضغائن والأحقاد واجتماعات الكواليس والدهاليز فإنّ العراق سيبقي أرض حرب مشتعلة يمكن ان تولد شتي انواع الحروب ضد الآخرين حتي لو كانوا بعيدين جغرافياً. بوش كان يتحدث بوضوح في حاجته الي مصالحة في العراق لكي تكون انجازاً قد يساعده في الحديث عن قضية جدولة الانسحاب بأفق آخر علي اعتبار ان في يديه ثمرة وليس هواءً من الحكومة المحلية. فصائل المقاومة العراقية لا تلتقي مع تنظيم القاعدة في الأفكار .. والمقاومة لم تكن يوماً تخضع لفكر القاعدة وهناك مَنْ لم يسمع بذلك الفكر الاّ بعد احتلال العراق. لأنّ المقاومة تتكون من عراقيين من أبناء القوات المسلحة والأجهزة العراقية السابقة وآخرين وضعوا في الزاوية الضيقة عراقياً فضلاً عمّا فعلته بهم القوات الامريكية في بداية الاحتلال قبل أن تفكر بالحاجة الي الحوار مع هذا القطاع الواسع الذي اتضح انه اكثر حضوراً من اي قطاع سياسي آخر مهما كانت الفتاوي وعمليات التضليل التي تدعمه. مصلحة واشنطن ومصلحة المقاومة تلتقيان .. وهما مصلحتان حتميتان في التلاقي أيضاً وما دونهما لا يعني شيئاً في الحساب العملياتي الامريكي اليوم.

من دون مصالحة وطنية، لا تبدو الفرصة ممكنة في توجيه بنادق المقاومة في صراع جانبي مع القاعدة بالرغم من الخلاف الفكري القائم بينهما بل لعلهما يلتقيان في تكثيف الرصاص نحو أهداف متقاربة ميدانياً. والمصالحة بالمفهوم الحكومي خضعت لاختبارات عدة وفشلت فشلاً ذريعاً. ومن المستحيل اعادة احيائها بعد انكشاف أوراقها وفقدان الثقة بها.

ويبدو ان الامريكيين حسب تصريحات مسؤولة الملف العراقي في الخارجية الامريكية يشككون في جدية التزامات المالكي نحو العراقيين.

الفشل في العراق .. فشل حكومي قبل أنْ يكون أمريكياً .. وذلك هو السبب الحقيقي في ضرب القاعدة الدار البيضاء والجزائر.