Iraqis Not Ready for End to Occupation

<--

توقيع

دماء الامريكيين برقبة فاشل

فاتح عبدالسلام

يصاب العراقيون بالدهشة كيف ان هناك اجماعا امريكيا باستثناء الرئيس بوش ومساعديه لا يدخل حيز الاجراءات الفعلية علي ان نوري المالكي فشل فشلا كبيرا في انجاز اي برنامج وطني عراقي قد يخفف عليهم من الكلفة العالية التي يدفعونها من دماء ابنائهم، وان فشله الذي يتسم بالتعمد وسبق الاصرار علي العجز أسهم في توريطهم أكثر وأكثر. والمعادلة الآن بسيطة وواضحة بالرغم من صورتها المرعبة أمام الرأي العام الامريكي كل قطرة دم تراق لعسكري أمريكي يتحمل مسؤوليتها المالكي شخصيا ومن ثم انتماؤه السياسي والتحالفي. فالمالكي وعد بوش في لقاء عمان بتنفيذ برنامج عراقي يقوم علي القضاء علي نفوذ المليشيات التي تقود الحرب الطائفية في بغداد علي طريق ما يسمي بالمصالحة الوطنية تلك التسمية السياسية المغرضة التي ثبت انها وسيلة المالكي واتباعه القلة لكسب الوقت وتخدير العراقيين قبل اكتمال مشروع بغيض يفتح ابواب الحرب في المنطقة كلها علي مصراعيها لعدة اجيال. اجل هناك اطراف اخري تروج وتسهم في الحرب الطائفية في العراق من غير المليشيات المتنفذة في الحكم، ولكن الذين يتحملون مسؤولية المنصب الاول عليهم ان يدركوا ان اطفاء تلك الحرب ونقل السلطات من الحسينيات والجوامع الي الدولة هو الدور الاساس الذي يجب ان يضطلعوا به. فلا معني ابدا لاعلان نقل الملف الامني من القوات الامريكية الي العراقيين اذا كانت الحكومة عاجزة وربما عن عمد في انجاز ذلك النقل واسترداد السلطة من مفوضيات (دينية ومذهبية الشكل) تمارس الصلاحيات الامنية والسياسية التي تخولها الاستيلاء علي بيوت الناس وتبيح قتلهم بعيدا عن الاضواء والاعلام ولاسباب طائفية حصرية. يجب الاعتراف بهذه الحقيقة المخجلة التي لوثت سمعة العراق ارضا وتاريخا وشعبا ويجب ان يعمل الوطنيون علي تحرير بلدهم من هذه الاستباحة الرخيصة قبل تحريره من الاحتلال الامريكي الزائل في غضون سنة وتسعة شهور. المالكي الذي فشل شخصيا في اظهار المهارة السياسية والوطنية لقيادة العراقيين وتضميد جراحهم، انما يعبر بجلاء عن فشل منهج كامل لجميع المتعاطين بالعملية السياسية الرسمية كان قد ولد بفعل عمليات الدجل السياسي السريعة التي مورست ضد العراقيين البسطاء باسم المظلومية وبمباركة من المطلوب الابدي للعدالة العراقية الغائبة بول بريمر.