أميركا .. الكبيرة جداً..الصغيرة جداً…
الافتتاحية
الاثنين 10/3/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود
رسالة إلى كل القوى المتصارعة في العالم, التي تهددها الحروب, وترغب في السلام: أسرعوا قبل أن تصلكم الجهود الأمريكية… ولكم مما جرى بين فنزويلا وكولومبيا والأكوادور عبرة.. فبعد أن حمي وطيس الحرب الباردة, ووصلت حدود تحريك القوات المسلحة.. استطاع قادة هذه البلدان أن يرجحوا صوت السلام والعقل, لتهدأ طبول الحرب, وتحلّ محلها المصافحة والتسامح.. وهذه رسالة تهنئة لهم ولشعوبهم, ويقيني أنه لو وصلت لهم جهود الإدارة الأمريكية لكانت الكارثة..!
جميع الشعوب والقوى المحبة للسلام يمكنها أن تدرك وتلمس تراجع المقدرة الأمريكية لصنع السلام أو رعايته, ليس فقط لفساد نوايا الإدارة الأمريكية تجاه السلام, وسيطرة خيار الحروب و(الفوضى الخلاقة).. وليس فقط لفساد الرؤية الأمريكية التي تعتمد الهيمنة وإسقاط حسابات وجود قوى أخرى في العالم, بل أيضاً – وهو الأهم – بسبب العجز, فالإدارة الأمريكية عاجزة اليوم عن صنع أو رعاية أي مشروع للسلام.
طبعاً لا نقول: العجز, استصغاراً لشأن أمريكا ومقدرتها, بل لأن السياسة التي اعتمدتها هذه الإدارة خلال السنوات السبع الماضية – سنوات عجاف على البشرية – اقتضت وجوهاً أمريكية ليس في ذهن أصحابها كبير المساحة للسلام العالمي. ونماذجها متعددة, تقرأ النكد والمكيدة والكراهية عليها…. أحد أمثلتها (ديفيد وولش) الذي يكفي أن ييمم وجهه شطر موقع خصام, ليفشل أي مشروع للتفاهم, كما حصل أكثر من مرة مع لبنان.
وولش هو وجه من هذه الوجوه ليس أكثر..وجه يضحك مستمعه بحزن كلما تحدث عن السلام.
ذهن معظم شخوص الإدارة الأميركية السياسيين ينشغل دائماً بنصرة أحد طرفي الخلاف.ونادراً ما تتوافر لها فرصة أن ترى في اللعبة طرفين, أو أطرافاً, فلكل لعبة في نظرهم طرف واحد, هوالذي يمثل مصلحة الهيمنة الأميركية.. لذلك كلما اقتربت الأصابع الأميركية من موقع احتكاك قطري أو اقليمي أو دولي, ابتعدت أفكار السلام والتسامح والمصالحة, وهزمت مشاريعه.
يجب ألاّ نعوّل على أميركا بل يجب أن نعوّل على إبعادها, والابتعاد عنها,وستجد الشعوب طريقاً ما للتفاهم والسلام.
حيث تغيب أميركا يمكن أن نتفاءل بالسلام..بالتفاهم..بالتنمية..بالعمل المشترك..بالإنصاف والعدالة.. و.. بالديمقراطية.. لقد أدى السلوك الأميركي الى هزائم كبيرة لمحاولات الديمقراطية, أدت الى تخوف شعبي عالمي من هذا المفهوم الذي يعتبر قمة المفاهيم الإنسانية المتطورة.
تجربة حماس صورة واضحة على عجز أمريكا عن تفهم الحاجة للسلام والديمقراطية .. بل إن أمريكا بكبر وعظمة شأنها لم تتوان عن التآمر على حماس, عن طريق المشاركة بمخطط انقلاب عليها, كما تنشر مجلة (فانيتي فير) حول خطة (بوش – رايس – ابرامز للانقلاب على حماس!?
يجب أن نبعد أميركا ونبتعد عنها, ونحن على مسافة أيام من القمة العربية .. فأصابع أمريكا الضخمة العاجزة عن السلام ستسعى للعبث بالتوجه العربي للسلام, الذي تبنته مؤسسة القمة.. وهي ليست عاجزة عن إثارة المشكلات ومنع الحلول
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.