مـقـالات
ماذا نقول لباراك اوباما؟
ليست لدى المرشح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي باراك اوباما خبرات سياسية،فهو من طراز أعضاء الكونغرس المنغمسين في القضايا المحلية وقد بدأ الاهتمام بالشأن السياسي بعد قراره خوض الانتخابات الرئاسية عن حزبه الديمقراطي،وهذا يعني أن الرجل يفتقر إلى مهارات معينة كانت تتمتع بها خصمه هيلاري كلنتون التي شاركت زوجها الرئيس الأمريكي السابق مراحل مهمة وقرارات كبيرة خلال فترة حكمه للبيت الأبيض ومع ذلك فاز اوباما بترشيح الحزب ليس لأنه الأحسن بل لأن هيلاري كانت الأسوأ، واليوم وبعد أن قطع أول مرشح ملون يتأهل إلى هذه المكانة عن حزب أمريكي نصف الشوط تقريبا ليكون رئيسا للدولة الكبرى الأولى فأن عثراته تكثر وهفواته وزلات لسانه تعتبر مادة دسمة للصحافة الأمريكية وبالأخص تلك المتعلقة بفهمه ومعرفته الضحلة بالسياسة وبقضايا العالم،وما يعنينا في هذا المقام قضايا المنطقة العربية التي نحن جزء منها،فإذا كان الرئيس القادم للولايات المتحدة سيكرر من سبقوه من الرؤساء الأمريكيين في الاعتقاد بان إسرائيل دولة تحررت من الاستعمار العربي واستعادت أراضيها المحتلة في حربي 1948 و1967 فهذه كارثة،وإذا كان يعتقد مثل الرئيس الحالي جورج بوش أن انسب حل لقضية اللاجئين هي توطينهم في دول استضافتهم فالمصيبة أعظم،أما أم المصائب فمواصلة نفس النهج في فهم طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والدول العربية على قاعدة سيد وعبيد،معيل وقاصرين،وبأن الشعوب العربية لا تفهم غير لغة القوة والتهديد والضغوطات، باراك اوباما بيننا الآن وبيدنا أن نضع الحقائق في عقله كي يعرف ما اقترفته أيدي أسلافه من الرؤساء والمرشحين ..فمن حيث المبدأ مهم أن يعلم علم اليقين أن الأردن بلد صديق لكل العالم ويحترم ويقدر كل دعم تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لبلدنا وفي مقابل ذلك يجب على باراك اوباما أن يسمع الحقائق منا كما هي على الأرض،فالخيار الأردني في فلسطين مرفوض فلا فدرالية ولا كونفدرالية ولا حل لقضية اللاجئين على حساب الأردنيين وان أفضل خيارات الحل لإسرائيل ولأمريكا وللعالم كله إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة،وعلى باراك اوباما أن يسمع منا الآن وهو يزور بلدنا في إطار الدروس السياسية التي يحاول أن يتلقاها من خلال جولاته في مناطق الأزمات أن إقامة المستوطنات وتسمين القائمة منها،وبناء الجدار العازل وسرقة المياه وتهديد الفلسطينيين بالترانسفير وكذلك التهديد النووي الإسرائيلي جميعها جرائم ترتكبها تل أبيب ، ولعل من المهم تذكير باراك اوباما أن أي تزلف لليهود والإسرائيليين يجب أن لا يكون على حساب الأردن أو الفلسطينيين فالقدس مدينة محتلة سواء تحدث عنها باراك في عمان أو في نيويورك أمام تجمع المنظمات اليهودية ولن تكون عاصمة موحدة لإسرائيل أبدا،وعلى باراك أن يفهم أن الخطر النووي الإيراني كما الخطر النووي الإسرائيلي نحن ضحاياه،فلا يفرق بين خطر وآخر فيهون الجحيم ويجعله بردا وسلاما،فنحن الأعلم بما يهدد مصيرنا وربما وجودنا في المستقبل….كثيرة هي الأشياء التي على باراك ان يعرفها وقبل ذلك أن يسمعها،وبعد ذلك أهلا وسهلا ..
جهاد المومني
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.