The Two Sides of Ethics

<--

للأخلاق وجهان

باستثناء الغارات الأمريكية الأخيرة علي باكستان ومقتل مدنيين‏,‏ فإن معظم مااتخذه الرئيس أوباما من قرارات في الأيام الأولي لتوليه‏,‏ يتميز بخط أخلاقي واضح‏,‏ هو نفس الخط الذي رسمه في خطاب تنصيبه‏,,‏ يستهدف أساسا تقويم السياسات المخزية التي لطخت سمعة أمريكا وصورتها في عهد بوش‏..‏ وكانت كلها تشكل بالقطع عبئا علي الضمير الأمريكي‏..‏ ويحسب ذلك لأوباما لما يمنحه للأمريكيين والعالم من تفاؤل وثقة بأنه سيكون عادلا بقدر المستطاع‏..‏ يلتزم بالقيم والمباديء‏,‏ يتجنب ازدواجية المعايير وغيرها من سياسات لاأخلاقية كانت تمارس تحت اسم مكافحة الارهاب‏..‏ وأوباما‏,‏ كما هو واضح‏,‏ يرفض فكرة أن تختار أمريكا بين أمنها وحريتها أو أمنها وحكم القانون‏..‏ واختار هو الأمن والحرية وحكم القانون معا‏..‏ لذلك جاء حرصه علي إلغاء كل مايتعلق بانتهاك حقوق الانسان مثل سجن جوانتانامو‏,‏ والمحاكمات العسكرية الاستثنائية‏,‏ والأساليب غير الشرعية في التحقيقات‏..‏ مراكز الاعتقال التابعة للــسي آي ايه بالخارج‏..‏ عمليات الاختطاف والتنصت علي المواطنين‏..‏ كذلك حرصه علي الغاء كل الممارسات السياسية الفاسدة‏..‏ وضع قيودا صارمة علي جماعات الضغط‏(‏ اللوبي‏)‏

وثقافة المصالح الخاصة داخل الحكومة والكونجرس‏..‏ ومنع العاملين معه من قبول الهدايا من هذه الجماعات‏..‏ كما أمر كافة الوكالات التابعة لإدارته بنشر تقارير وسجلات عن نشاطاتها‏,‏ بما فيها نشاطات الرئاسة‏..‏ وألغي امتيازات تنفيذية تتيح للرؤساء سرية المعلومات‏..‏ وهذا يؤكد اقتناعه بأن الأسلوب الوحيد الذي يجبر الحكومة علي تحمل مسئولياتها بأمانة هو الشفافية والمحاسبة‏.‏

ولكن للأخلاق وجه آخر يتعلق بالدين والحلال والحرام‏..‏ فبرغم السياسات اللاأخلاقية التي انتهجها بوش‏,‏ الا أنه التزم بما تحرمه الكنيسة الانجيلية المحافظة‏..‏ وأيضا الكنيسة الكاثوليكية وذلك بفرض حظر علي عدة أبحاث علمية تضعها الكنيسة في قائمة المحرمات مثل أبحاث الخلايا الجذعية وغيرها‏..‏ كما فرض حظرا علي الاجهاض‏,‏ والعلاقات الشاذة‏..‏ لكن أوباما قد لايلتزم‏..‏ فقد منح بالفعل احدي شركات التكنولوجيا الحيوية حق اجراء أولي تجاربها حول الخلايا الجذعية علي البشر‏,‏ باعتبار أنها تفتح صفحة جديدة في العلاجات لمصلحة البشر‏,‏ وتمنح الأمل لملايين اليائسين من الشفاء‏..‏ والبقية تأتي‏..‏ كما وافق علي منح مساعدات مالية لعيادات تجري عمليات اجهاض‏..‏ فهل يضعف ذلك أم يرفع من شعبيته لدي الأمريكيين وشعوب العالم المتفائلة به؟

About this publication