Editd by Louis Standish
يبدو أننا نحن العرب قد نشأنا وتربينا علي انتظار البطل القدري الذي سوف يخلصنا من همومنا دون أن نبذل أي جهد سوي الدعاء إلي الله أن ينصره ويسدد خطاه. والحاصل أنه فور اختيار جورج ميتشل مبعوثا لحل مشكلة فلسطين رحبت الدوائر السياسية العربية بهذا الاختيار للرجل الذي نجح من قبل في حل مشكلة أيرلندا الشمالية. وعندما علمنا أن أمه لبنانية الأصل زاد الأمل في أن ينصف الفلسطينيين مثلما هلّلنا من قبل لأصول أوباما الأفريقية ولأبيه المسلم. وهذا هو المأزق الذي يقع فيه العرب دوما.. فما الذي ننتظره من ميتشل الذي حدد منهجه في حل الصراع في كلمات سريعة وموحية تقول: إن بلاده مُلتزمة بالمحافظة علي أمن إسرائيل، وأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها مع التزامها بعملية السلام، ومن قبل صرّح أوباما بأن القدس عاصمة “موحدة” لإسرائيل. فما الجديد عن تصريحات جورج بوش وكوندوليزا رايس؟!.
وبينما انشغل العرب بإرسال الرسائل إلي أوباما لكي يحسن صنعا بهم، اندفعت إسرائيل في تدمير غزة حتي تضعه أمام الأمر الواقع، وأعلنت أنها توافق علي إجلاء ستين ألف مستوطن من الضفة الغربية من أصل 300 ألف والانسحاب إلي حدود 1967 باستثناء الكتل الاستيطانية الكبري التي ستضمها مقابل منح الفلسطينيين أراضي في صحراء النقب؟!. وبهذا وضعت إسرائيل جدول المفاوضات مع ميتشل ولن تتنازل عنه.. ألم يعلن مناحم بيجن قبل الذهاب إلي كامب ديفيد (1978) أنه لا توجد دولة للفلسطينيين وهناك فقط حكم ذاتي، وهو ما تحقق في أوسلو 1993، فهل يستطيع ميتشل مثلا أن يقترح ترحيل المستوطنين إلي النقب ويتركوا الديار لأهلها؟
يا أسيادنا المسئولين.. علينا أن نفهم أن نجاح ميتشل في أيرلندا لا يعني حتمية نجاحه في فلسطين، ذلك أن مشكلة أيرلندا مذهبية بحتة بين أقلية كاثوليكية أمام أغلبية بروتستانتية وليس علي أرض كما في فلسطين. وعلينا أن ندرك أن اليهود يعتقدون أن فلسطين هي أرض إسرائيل وأن العرب غزاة لها كما قال بيجن في مذكراته المنشورة 1951، وعلينا أيضا أن نفهم أن حياد المفاوض السياسي مجرد وهم وخرافة، وإلا فلماذا قرر ميتشل إلغاء زيارته لتركيا ردا علي تصدي رجب طيب أردوجان لأكاذيب شمعون بيريز في منتدي دافوس مؤخرا؟!
لقد أصبحنا كمن ينتظر السمنة من بطن النملة كما يقول المثل الشعبي
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.