Hitler and Bush: Both Are Now Dead!

<--

لعل الأجيال المصرية والعربية المعاصرة تعرف ان الطاغية هتلر زعيم ألمانيا النازية قد مات منتحراً فى وطنه ألمانيا فور سقوط مدينة برلين وفور هزيمة ألمانيا النازية بواسطة الجيش الأحمر السوفيتى العظيم بقيادة الرفيق ستالين والحزب الشيوعى السوفيتى.. وذلك بعد حرب الإبادة غير المسبوقة فى تاريخ البشرية التى قد شنتها دولة النازية الألمانية الهتلرية ضد الاشتراكيين والديمقراطيين والمعارضين للنازية العنصرية فى ألمانيا وخارج ألمانيا حتى بلغ ضحايا هذه الحرب النازية العدوانية عشرات الملايين من البشر..

بينما مات الرئيس الأمريكى بوش حياً خارج وطنه أمريكا.. والشاعر العربى يقول.. «ليس من مات فاستراح بميت.. إنما الميت ميت الأحياء».. حيث مات الرئيس بوش بجزمة العرب كل العرب أى جزمة الشاب العراقى منتظر الزيدى ممثل العرب كل العرب والذى تتجلى فى شخصيته الوطنية والعربية كل ألوان الطيف العراقى بعروبة العراق ووطنية العراق حيث بدأ حياته السياسية المبكرة يشغل موقعا طلابيا وقياديا بجامعة بغداد فى عهد الرئيس الشهيد صدام حسين فضلا عن انه عراقى شيعى وأخته متزوجة من عراقى سنى وأخته الأخرى متزوجة من كردى عراقى سنى..

ومن ثم فقد بادر البطل منتظر الزيدى من منطلق عروبته ووطنيته العراقية وواجبه ومسئولياته الأخلاقية تجاه شعبه بتوظيف جزمته فى قتل الرئيس بوش وسط أزلامه من الحكام حتى مات حيا على ضفاف الرافدين ولهذا قال من قال فى مدحه.. «وما رميت إذا رميت ولكن الله رمي».. صدق الله العظيم..

ولقد كانت هذه الرمية أى رمية الحذاء التى رماها البطل منتظر الزيدى عقابا مباشرا للرئيس بوش وعقابا غير مباشر لأزلامه من الحكام العرب الذين باركوا وشاركوا فى حروبه الاستعمارية والعدوانية المنطلقة من عنصريته الانجيلية الصهيونية المحافظة والمستمدة ايضا من الحروب الأمريكية.. حروب الإبادة ضد الزنوج والهنود الحمر..

وبالتالى فقد كانت حروب الرئيس بوش. حروب إبادة مباشرة ضد العرب والمسلمين فى العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال.. وللأسف فإن بعض الحكام العرب قد استنكروا بشدة واقعة القتل الروحى والرمزى والمهين للرئيس بوش بواسطة جزمة البطل منتظر الزيدى عقابا على حروب الإبادة التى شنها بوحشية على أهله من العرب والمسلمين. علما بأن هذا الاستنكار السلطوى كان مبعثه تحالف هؤلاء الحكام العرب مع الرئيس بوش فى هذه الحروب العنصرية التى شهدت مقابلات الحفاوة التى قوبل بها الرئيس بوش فى البلاد العربية حيث قابله الحكام العرب ركعاً سجداً وراقصوه بالسيف وهز الأكتاف والأرداف مثلما يرقص الزلم العميل للقرد فى دولة القرد..

ولذلك فإن هذا الاستنكار السلطوى وأبواقه السلطوية قد غرقا فى هوجة الفخر بالبطل منتظر الزيدى الذى أصبح حذاؤه بمثابة حصوة من حصوات الجمرات التى يرجم بها ابليس وفى هوجة الشماتة فى موت بوش. هذه الهوجة المزدوجة التى لم تكن هوجة مصرية أو عربية بل هوجة كونية شارك فيها كل البشر فوق كوكبنا الأرضى..

والجدير بالذكر أن هوجة الشماتة فى هزيمة هتلر وفى انتحاره كانت محدودة جداً فى مصر حيث كانت محصورة فى نفر قليل من المثقفين المصريين كان من أبرزهم الشاعر الوطنى واليسارى الدكتور عزيز فهمى المحامى وزعيم الطليعة الوفدية الذى نشر فى جريدة الاهرام قصيدة كان مطلعها يقول.. هوى النسر وارتدت إليه مخالبه.. وضاقت به الأجواء اذ هيض جانبه..

ومن هنا فلم تتواجد الشماتة فى هزيمة هتلر وفى انتحاره حيث كان الشعب المصرى هتلرى الهوى كراهية فى الاحتلال الانجليزى.. ففى أول خطاب ألقاه هتلر فى عام 9391 بشأن دخوله الحرب العالمية الثانية أذاعته الإذاعة المصرية على امتداد ثلاث ساعات وفى هذا اليوم احتشدت المقاهى الشعبية فى مصر كلها بالعوام من عمال وفلاحين وحرفيين وصنايعية لسماع خطاب الحاج محمد هتلر وحتى الصبية الصغار تراصوا على أرصفة المقاهى لسماع هذا الخطاب دون أن يفهموه كما ان الأزهر شيوخه وطلابه كانوا ايضا هتلريى الهوى بدليل شعاراتهم التى كانت تقول.. تقدم يا روميل (القائد الهتلرى الكبير). وحتى الكثير من ضباط الجيش كانوا كذلك هتلريى الهوى بدليل رحلة الطيران غير الموفقة التى قام بها شيخ العسكرية المصرية والعربية عزيز باشا المصرى بغرض الانضمام الى صفوف الجيوش الهتلرية فى الصحراء الغربية.

ولذلك فإن هتلر سيرته الدموية قد اختفت من الذهنية المصرية فى حين ان بوش وسيرته وجرائمه ضد العرب والمسلمين سوف تظل موجودة عشرات السنين بفضل حذاء الشاب العراقى منتظر الزيدى الذى حوله من حى الى ميت يواجه بالرجم والجمرات..

About this publication