التاريخ: الأحد 08 مارس 2009
الإنسحاب من العراق.. وما بعده
د. عبدالكريم العلوجي
اعلان الرئيس باراك أوباما سحب قواته من العراق خلال مرحلتين حيث تبدأ المرحلة الأولى بسحب القوات الأمريكية بحلول نهاية ديسمبر عام 0102 وستبقى بعض القوات الأمريكية التى لم تحدد اعدادها بحدود 53 ـ 05 ألف جندى أمريكى فى العراق على أن تنسحب فى نهاية عام 1102.أوباما يريد أن يترك العراق. ولكن اى عراق سيتركه بعد سنوات من الاحتلال. عراق مقسم مدمر. تتنازع عليه قوى سياسية عميلة جاءت مع الاحتلال وتسلمت السلطة منه. قوى سياسية شعارها تكريس الطائفية والعرقية. سرقت ونهبت وقتلت وهجرت أكثر من خمسة ملايين عراقى خارج الوطن وأكثر من مليون ونصف المليون شهيد عراقى وآلاف الجرحى والمعاقين.
قال أوباما.. العراق لم يعد أولوية بالنسبة الى الولايات المتحدة هكذا قالها الرئيس الأمريكى الجديد. بعكس الرئيس السابق بوش الذى اعتبر احتلال العراق ضمانة الاستقرار والأمن فى العالم خاصة أمن الولايات المتحدة. ولكن أوباما شعر وأحس بالخديعة الكبرى التى اطلت على الشعب الأمريكى من خلال الإدارة الجمهورية اليمينية السابقة التى رفعت شعاراتها بإقرار الديمقراطية والحرية فى العالم خاصة المنطقة العربية. ولكن كانت النتيجة غير متوقعة للشعب الأمريكى والعالم. لذا خاطب أوباما الشعب الأمريكى برفع الشعار الذى جاء به للسلطة بوعده اللشعب الأمريكى بسحب جميع القوات الأمريكية من العراق بحلول 61 شهرا من بداية حكمه.
تحدث أوباما بصراحة خصوصا بالنسبة الى إدارته ومفهومها لموقع أمريكا ودورها الجديد فى العالم بعد نهاية ثمانى سنوات من حكم بوش الذى خلق الفوضى والحروب وكراهية الشعوب لأمريكا.
ومنذ البداية كان الغزو الأمريكى للعراق خطأ كلف الشعب الأمريكى الكثير من الضحايا وتراجع اقتصاده وهيبة أمريكا فى العالم. خطأ لابد من التراجع عنه وخاصة بعدما تعرضت الولايات المتحدة للخطر والتهديد عبر كشف قواتها المنتشرة فى العراق. وبعد ما هزت هيبتها أمام العالم الذى شاهد جنودها يهربون ويصرخون ويقتلون كل يوم وهم عاجزون عن توفير الأمن لهم. وبالرغم من كل الاستراتيجيات التى تم وصفها من قبل القيادات العسكرية الأمريكية حول العراق.إلا ان الفشل أصاب جميع هذه الاستراتيجيات من خلال الحملات العسكرية التى قامت بها وأصاب جميعها الفشل وازدياد الخسائر العسكرية الأمريكية.
الإدارة الأمريكية الجديدة وضعت الصورة المأساوية أمام ناظرها خاصة الشعب الأمريكى وعوائل الجنود وهم يستقبلون النعوش وهى تحمل جثث أبنائهم من الجرحى والمعاقين وزيادة نسب الانتحار بين صفوف الجنود الأمريكيين..
جاء خطاب أوباما الذى ألقاه فى القاعدة العسكرية الأمريكية تعبيرا عما ينتظره الشعب الأمريكى بالوفاء بالوعد الذى قطعه على نفسه بانسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال ستة عشر شهرا.
لكنه فى خطابه وقع فى أول تراجع عن وعده حيث قسم الانسحاب على مرحلتين ارضاء لتيارين فى الحزب الديمقراطى والحزب الجمهوري. حيث كان القرار وسطياً حيث اختار تاريخين. الأول استرضاء لقياداته والمؤيدين له بتنفيذ وعده والثانى هو ارضاء للطرف الآخر فى الانسحاب الثانى ليربطه بالاتفاقية الأمنية التى عقدت بين ادارة بوش السابقة والحكومة العراقية بسحب جميع القوات الأمريكية من العراق بنهاية عام 1102.
وهذا إقرار بالفشل السياسى والعسكرى والأمريكى فى العراق والهروب من المستنقع العراقى الذى غرقت به. وأعتقد أن توقيتات الانسحاب قابلة للتغيير والتراجع. وان تحديده ليس ملزماً. لأنه مرتبط بقرار القيادة العسكرية الميدانى فى العراق. وتوجد مخاوف من بعض السياسيين الأمريكيين بعدم الاستعجال فى الانسحاب من العراق. لأن المؤشرات الميدانية قد ترجع الوضع الأمنى الى المربع الأول. وتعود الفوضى الأمنية من جديد.خاصة ان هناك قوى سياسية طائفية مدعومة من دول اقليمية ليس من مصلحتها ان يستقر العراق. لأن مصالحها مرتبطة باستمرار الاحتلال. لذا قد نحاول توريط القوات الأمريكية بمعارك من جديد مع ميليشياتها المدعومة من قبلها. جاء خطاب أوباما بمثابة رسالة للداخل والخارج.. للداخل هو تنفيذ وعده بالانسحاب من العراق فى نهاية عام 1102.
والثانية رسالة للخارج على الطلب منهم الدعم للموقف الأمريكى فى مساندته فى قراره بالانسحاب خاصة دول المنطقة بتقديم المساعدة فى قراره. ولكن أهم ما جاء فى رسالته للداخل حيث وجه رسالته للقوات المسلحة الأمريكية التى وعدها بزيادة رواتبها والعمل على رعاية القوات العائدة من العراق وتحسين الخدمات المقدمة لهم. وتعهد بالتشاور مع أعضاء الكونجرس من أجل ايجاد قوانين جديدة. وهذه محاولة منه ان يوجه رسالة خاصة للذين قتلوا أو جرحوا فى العراق. وهى لعبة ذكية منه تجاه المواطن فى عقليته العاطفية حول انسحاب القوات وهذا هو المطلب الذى تطالب به المنظمات الأهلية المعادية للحرب على العراق.
اعترف أوباما بأن العراق ليس آمناً وسوف يواجه المزيد من العنف وان الكثير من المشاكل لم تحل خاصة الأمن والمهجرين. وان الحلول فى العراق سياسية وليست عسكرية وطالب بالعمل على ايجاد حكومة عادلة لكل العراقيين وقيام شراكة بين الجميع. وكلف السفير الأمريكى الجديد فى العراق للقيام بتنفيذ ذلك وتعهد بدعم دولى للعراق وإعادة توطين المهاجرين الى ديارهم وهذا ما أكده أوباما فى خطابه بقوله ان السلام الكامل فى العراق لن يتحقق إلا بعودة جميع النازحين الى ديارهم.
لكن أوباما لم يتحدث عن بعض القضايا وهذه القضايا حول الوضع الاستراتيجى الأمريكى فى العراق خاصة تعهده بنقل بعض القوات الأمريكية من العراق وارسالها الى أفغانستان وباكستان. بينما نجد اعترافا من أوجين يقول «ان الإدارة الأمريكية هزمت فى أفغانستان.
هنا نتساءل كيف يريد أوباما النجاح فى مغامرة جديدة فى أفغانستان خاصة هناك أزمة اقتصادية تعصف بأمريكا. لذا اعتقد أن أوباما سيخسر فى أفغانستان كما خسر چورچ بوش فى العراق. وسيهزم الجيش الأمريكى فى أفغانستان. ولم يتعلم الدرس من سلفه. لأن الشعوب لا تقبل الاحتلالات ولا تقبل أن يقتل شعبها بواسطة الجنود والطائرات الأمريكية وهذا مما يزيد الكراهية للأمريكان.
ولكن سيبقى الجدل داخل الإدارة الأمريكية حول الانسحاب الأمريكى من العراق خاصة ان هناك جدلا داخل الحزب الديمقراطى فى التشكيك بخطوة أوباما بسحب هذا العدد من القوات. وهناك جناح داخل الحزب يرفض سحب هذا العدد. ولكن أوباما تعهد ببقاء خمسين ألف عسكرى فى العراق بحجة بقاء هذه القوات لتدريب القوات العسكرية والأمنية ومحاربة ما تسميه «الارهاب» ومساندة الحكومة فى عملياتها العسكرية ضد الجماعات المسلحة حيث لا ينظر الديمقراطيون بعين الرضا على ابقاء قوة محدودة بخمسين ألف جندى بعد أب/أغسطس/0102.
نانسى بيلوسي. رئيسة مجلس النواب الأمريكى من الديمقراطيين قالت «لا أرى تبريرا لبقاء 05 ألف عسكرى فى العراق. وكنت أعتقد أنه ربما يكون بقاء قوات بـ 51 ـ 02 ألف جندى كافية».
وتحدث زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ هارى ريد لصحيفة «نيويورك تايمز» إنه لم يكن يتوقع رقما مرتفعا كهذا.
وعبر السيناتور الديمقراطى روبرت مينيندين الذى صوت فى 2002 ضد الحرب على العراق. عن قلقه لحجم القوة التى ستبقى فى العراق بعد آب/ أغسطس/0102. الى ذلك يبدى الجناح الأكثر يساراً فى الحزب الديمقراطى بشكل واضح استياءه على غرار النائب دنيس كرسيفيش الذى قال لا يمكننا ابقاء قوات للقيام بعمليات عسكرية فى بلد أجنبى والدعوة الى إنهاء الحرب وهناك قيادات وديمقراطية تحفظت على خطة أوباما للانسحاب الجزئى من العراق.
ولكن أوباما اعتبر أن الدرس تعلمناه من الحرب على العراق منها تحديد أهداف هذه الحرب ووضوح. الذى لم يكن ذلك لا الهدف ولا الموضوع فى هذه الحرب الإجرامية على العراق الذى خاضته إدارة بوش كذلك ما هى نتائج الحرب على العراق وما هى تداعياتها الكبيرة لابد ان تتعلم الادارة الأمريكية الجديدة ذلك..
لقد تفاءل الكثير من المراقبين حول القرار بسحب القوات الأمريكية من العراق ولكن التخوفات أيضا موجودة لأنه بدأت بوادر تصريحات بعض المسئولين الأمريكيين يربطون سحب القوات بالاستقرار الأمنى فى العراق. وهذا لا يتحقق قبل بناء المؤسسات الوطنية بعيدة عن الحصصية والطائفية وهى الضمان الوحيد. خاصة المعالجة الوطنية العراقية وبناء العملية السياسية وهى العنصر المحورى فى نجاح الاستقرار وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على الانسجام السياسي.. ومع ذلك اذا قررت أمريكا الانسحاب من العراق ـ إن (صدقت) ـ ستكون أبواب العراق مفتوحة لمن يدخل أو يخرج ويبث بكل مقدرات العراق أمام قوى اقليمية طامعة تبحث عن متنفس ودور لقدراتها المتزايدة فى المنطقة. ولكن الانسحاب سوف يبرز القوى العراقية المقاومة التى هى القادرة على السيطرة ولعودة الاستقرار والأمن والوحدة والعراق موحدا وسينهزم كل العملاء مع الاحتلال بهزيمته.
أتى هذا المقال من جريدة العربي
http:/www.al-araby.com/docs
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.al-araby.com/docs/article2142180355.html
americans care little about the iraqi people.
i have not heard one american voice concern over what we have done to the iraqis.
today i participated in a war protest with code pink on a college campus and not one student joined in that protest.
without the draft americans dont care about this war as long as it does not affect them.
few in the world understand the mentality of the american people as they are far removed from this war in iraq and afgan.
we will lose both wars after spending trillions and then claim victory.
americans are not smart enough to figure out that this war costs us many social programs at home like universal health care for all.
as an american I am sad that my country chose this wars for profits route for its future. ike warned us in 1961 but no one listened to him.
i suspect total economic decline will put a stop to our imperialism for third world resources.
you have to understand most americans think they are the good guys in the world and have a right to save the world and dont have a clue they are imperialists. not a clue.