شلل في البنوك!
لم تقدر الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس بوش آثار إعلان إفلاس ليمان برازر الذي تركته يقع بحجة أن ذلك حركة السوق الحرة, وكأنها لم تشأ أن تودع العالم قبل أن تغرقه في أزمة كبيرة, أو لأنها تعمدت ذلك حتي لاتكون وحدها هي الغارقة في مستنقع العراق وأفغانستان فأرادت تعميمها علي الكل!
والذي حدث أنه في اليوم التالي لإعلان إفلاس ليمان برازر وهو من أكبر بنوك الاستثمار في العالم, ضاع علي البنوك والمؤسسات التي تستثمر فيه720 مليار دولار تبخرت في يوم وليلة مما أصاب أسواق المال العالمية بحالة من الفزع جعلت جميع البنوك تتوقف عن الإقراض لبعضها, وهي عملية تتم كل يوم.. أن يقوم بنك في هونج كونج بإقراض بنك في بلجيكا وبالعكس.. آلاف العمليات تجري علي هذا النحو كل ساعة… هذه العمليات توقفت تماما, فما دام بنك مثل ليمان برازر قد سقط فاحتمال سقوط بنوك أخري وارد! ولأكثر من شهر من16 سبتمبر إلي أواخر أكتوبر شهدت الأسواق المالية حالة غير مسبوقة من الجمود بسبب توقف البنوك عن مختلف عمليات الإقراض, سواء بين البنوك وبعضها أو إلي الأفراد والمشروعات,
بل إن كثيرا من البنوك أسرعت تطالب المقترضين بما لها لديهم, مما كانت نتيجته إصابة الاقتصاد العالمي بشلل أدي إلي تهديد آلاف المصانع وطرد ملايين العمال وارتفاع البطالة.. واستمر هذا الوضع إلي أن تدخل البنك الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأوروبية التي قامت بضخ نحو9 تريليونات دولار.( التريليون ألف مليار والمليار ألف مليون). وإذا كان حجم الإنتاج الإجمالي للعالم يبلغ34 تريليون دولار تكون البنوك المركزية قد ضخت حتي اليوم مايبلغ نحو ثلث هذا الإنتاج لدعم البنوك.
وبدورهم أصاب ملايين المودعين أصحاب الفلوس في البنوك حالة هلع جعلتهم يجرون علي البنوك ويسحبون أموالهم.. وفي يوم وليلة أصبحت أكبر تجارة في أمريكا هي تجارة الخزائن الحديدية الخاصة, واجهزة الإنذار, وكاميرات المراقبة في البيوت بعد أن وجد أصحاب الفلوس أن احتضانهم لها أكثر أمانا من وجودها في بنك يصحون علي إعلان إفلاسه وضياع فلوسه, ولكن في مصر كان الأمر مختلفا!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.