Obama's Elusive Goals

<--

الأهداف تتواضع

برغم الاهتمام والتركيز الشديد علي حرب أفغانستان‏,‏ فإن الأهداف النهائية التي يريد الرئيس أوباما تحقيقها‏,‏ تكاد تتقلص شيئا فشيئا‏..‏ في حديث تليفزيوني عقب إعلانه عن استراتيجيته الجديدة لأفغانستان‏,‏ قال انه يريد تركيز اهتمامه علي القاعدة ليقتلع شبكتها وقواعدها‏,‏ ويضمن ألا تعود افغانستان وباكستان ملاذا آمنا لها‏,‏ وانه لذلك سيبعث بـ‏21‏ الف جندي الي هناك‏,‏ بحيث يصبح عدد القوات الامريكية اكثر من‏60‏ ألفا‏.‏ وبدا أوباما وكأن كل همه معركته مع القاعدة‏..‏ فلم يشر في حديثه الي طالبان‏,‏ وكأن مواجهتها ليست ضمن خطته العسكرية‏..‏ ويلاحظ التراجع ايضا في تصريح لهيلاري كلينتون‏..‏

اعترفت فيه الإدارة الامريكية توقفت عن تسمية القتال ضد القاعدة بالحرب العالمية ضد الإرهاب‏,‏ كما كان يسميها بوش‏,‏ لأنه تعبير واسع جدا ويعني ان امريكا في حرب مع أية جماعة مسلحة اخري‏..‏ بينما الهدف المركزي لاستراتيجية اوباما هو تمزيق وتفكيك وإلحاق الهزيمة بالقاعدة‏..‏ وفي مؤتمر لاهاي حول افغانستان‏,‏ حيث اجتمعت اكثر من‏80‏ دولة ومنظمة غير حكومية‏,‏ كان التركيز علي تجديد المساندة السياسية والمالية لأفغانستان قبل انتخاباتها الرئاسية في اغسطس‏..‏

واعتبرت امريكا المؤتمر فرصة لكسب تأييد دولي لخطتها وجمع مساعدات مالية تسهم في بناء القدرات الاقتصادية والسياسية والأمنية لأفغانستان‏,‏ ومكافحة زراعة وتجارة المخدرات‏,‏ وكسب ود المواطنين وتعاونهم‏.‏ كذلك تقديم الدعم المالي لباكستان لمساعدتها في محاربة القاعدة‏.‏

فإذا كان اقصي ما يريده اوباما من استراتيجيته هو ضمان ألا تشن القاعدة هجمات جديدة علي الاراضي الأمريكية‏,‏ والخروج من الحرب بشكل مشرف‏,‏ كما يقول‏,‏ فإنها في الواقع لا تضمن ذلك‏..‏ استراتيجيته لها طابع اجتماعي انساني‏,..‏ تعترف بجرأة وشجاعة بأن القوة العسكرية ليست كافية لتحقيق أهداف واشنطن‏,‏ وان تنمية الدولة جانب اساسي من الخطة‏,‏ تتفرغ من اجله قوات الناتو‏..‏

ولا تسعي الخطة للانفراد بالقرار‏..‏ توفق بين آراء قيادات الجيش بالميدان المطالبين بالتزام طويل الآجل‏,‏ ووجود عسكري مكثف‏,‏ وآراء السياسيين المتشككين‏..‏ كما تحرص علي الاستعانة بلاعبين إقليميين مثل إيران‏,‏ وروسيا‏,‏ والصين‏,‏ والهند اضافة للأمم المتحدة‏.‏

علي الجانب الآخر‏,‏ هناك تهديدات من طالبان الباكستانية بضرب البيت الابيض‏,‏ ومحاولات لتوحيد صفوف طالبان الباكستانية والافغانية‏,‏ تمهيدا لاستقبال الجنود الجدد بالتفجيرات والعمليات الانتحارية‏..‏ ويبدو ان خطة اوباما ستنتهي بعكس ما يتمناه‏..‏ فقد تورطه في مستنقع سياسي وعسكري لسنوات طويلة‏,‏ وتعرض الاراضي الأمريكية لمزيد من المخاطر‏..‏ فهل لديه من بديل ؟

About this publication