Obama Rightfully Ignores "Greater Middle East"

Edited by Robin Silberman


<--

لماذا تجاهلت إدارة أوباما مشاريع الإدارة السابقة؟

الأربعاء إبريل 29 2009 – عبد الله العليان

بعد فوز الرئيس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بدأ الحراك السياسي للديمقراطيين في الإدارة الجديدة، يتغير شيئاً فشيئاً لصالح الرؤى الهادئة وطرح الآراء التي تتسم بالدبلوماسية والحكمة في التعامل مع الاختلافات والتوترات في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، بحكم موقعها السياسي الملتهب، بعد أحداث الحادي عشر من ايلول 2001 حيث أرادت الإدارة الأمريكية السابقة أن تفرض على المنطقة بعض الأجندات والمشاريع السياسية التي قد لا تنسجم مع قناعات تلك الدول والشعوب، ومنها ماسمي بمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تم الحديث عنه منذ سنوات عدة، لكنه لم ير النور كونه غير مرغوب فيه، ويبدو أن إدارة أوباما صرفت النظر عنه لهذه الأسباب، وتلك نظرة حكيمة وعميقة سياسياً واستراتيجياً، لأن الفرض والقسر على الأمم والحضارات الأخرى لن يحقق أية نجاحات إذا كانت الأفكار مفروضة من الآخرين ووفق أهدافهم ومشاريعهم الخاصة.

وكان المستشرق برنارد لويس أول من طالب برسم خريطة جديدة للشرق الأوسط معتبراً أن انهيار الاتحاد السوفييتي وفر الأجواء المواتية لتبديل المعالم السياسية والجغرافية في منطقة الشرق الأوسط. وكتب في مجلة “فورين افيرز” (شؤون خارجية 92م) خلاصة تصوراته لعناصر النظام الإقليمي الجديد.

في بداية التسعينات وخلال زيارة للقاهرة التقى شمعون بيريس مع عدد من المثقفين المصريين وتحدث عن فكرة السوق “الشرق أوسطية” وقال في شرح فكرته “إن الحرب والسلام بين الشعوب لا يقررهما ما بينها من حب وكراهية.. فإن الإنجليز يكرهون الفرنسيين، وأن الفرنسيين يكرهون الألمان، والألمان يكرهون الفرنسيين.. الخ ! ولكن أوروبا مع ذلك كفيلة بأن تبني نفسها، ذلك أن هناك آليات تحكم هذا البناء.. وهي آليات لا تمت إلى الحب والكراهية بصلة..”!

وأضاف بيريس في حديثه “لا ينبغي أن يقف ماضي العلاقات العربية الإسرائيلية عقبة في وجه الفرص المتاحة أمامها الآن، بل ينبغي تركيز الاهتمام كله على المستقبل”.

ولذلك عندما أثيرت مسألة انضمام إسرائيل للجامعة العربية ظن البعض أنها دعاية عابرة أو مناورة دعائية لكن إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق حسم الأمر وكشف عن نوايا إسرائيل الحقيقية عندما أعلن ترحيبه بانضمام إسرائيل للجامعة العربية بشرط تغيير اسمها إلى جامعة الشرق الأوسط (!!) بما يعني عملياً تخلي الجامعة العربية عن هويتها العربية وكونها رابطة خصوصية تجمع هذه الأمة في الوحدة والآمال المشتركة.

والهدف الذي تسعى الدوائر الإسرائيلية وبعض السياسيين الأمريكيين إلغاء الخصوصية العربية والهوية الذاتية والذوبان في المشروع الإسرائيلي هو جعل إسرائيل المحور في المنطقة في المجال الاقتصادي، ومن ثم إنهاء أي تكتل عربي له هوية خاصة، وفوق ذلك إجهاض الحقوق الفلسطينية الثابتة وإبقاء الأوضاع على ماهي عليه حتى تدخل القضية الجوهرية في النزاع العربي الإسرائيلي في النسيان، وهذا هو الهدف الأساسي من مشروع الشرق الأوسط الكبير.

لكن نسيان هذه الأحلام (ويا للعجب) مطلوب من العرب وحدهم وليس من إسرائيل التي تبسط احتلالها على فلسطين وأجزاء من بعض الدول العربية بدعاوى دينية ومفهوم يتجسد في سياسة الاستيطان.. الخ

التحركات الأمريكية الراهنة تتجه إلى التفاهم وبلورة أرضية إيجابية لعلاقات بعيدة عن التوتر والتوجس وفرض مشاريع وأجندات لا تستسيغها شعوب ودول المنطقة، وهذه خطوة متقدمة لصيغة علاقات قوية وثابتة ودائمة.

About this publication