A Catastrophe, by Any Measure

<--

كارثة بكل المعايير

مازالت واشنطن مقتنعة بأن المساعدات المالية هي التي ستنقذ باكستان‏176‏ مليون نسمة من الانهيار والتهام حركة طالبان ومسلحي القاعدة لها‏..‏ ومازالت باكستان مقتنعة بأن الخطر الحقيقي يأتيها من الهند وليس بالضرورة من مسلحي طالبان‏..‏ علما بأنهم ومعهم القاعدة يسيطرون علي مساحات واسعة من الدولة‏.‏

الجنرال الأمريكي بترايوس طالب الكونجرس الأسبوع الماضي بتمويل سريع ومرن لتوفير المعدات القتالية للقوات الباكستانية حتي تتمكن من محاربة المسلحين‏,‏ وهو يعلم جيدا أن الجيش الباكستاني نفسه ـ مخترق من طالبان والقاعدة‏,‏ بل ان حركة طالبان ولدت علي يد مخابراتها العسكرية‏..‏ كما يعلم أن المليارات التي أنفقتها أمريكا طوال نحو ثماني سنوات لم تأت بنتيجة‏..‏ وقد اعترف السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بعد عودته من هناك بأن باكستان تمر بلحظة خطر حقيقية ولا توجد سياسة أو خطة أمريكية مناسبة للتعامل معها‏..‏ بدليل التقدم الذي يحققه المسلحون علي الأرض‏..‏ وقد سيطروا أخيرا علي منطقة استراتيجية شديدة الأهمية بالقرب من إسلام آباد دون مفاومة من قوات الأمن التي اختبأت أو فرت أو استسلمت وإذا كان الجيش قد تدخل أخيرا لطردهم من المنطقة فذلك لمنع تقدمهم نحو العاصمة‏..‏ وربما يكون التدخل قد جاء متأخرا تحت ضغط أمريكي‏.‏ ومن الواضح أن حكومة باكستان بتنازلاتها العديدة لطالبان قد منحتهم مزيدا من الجرأة‏,‏ وأوحت لهم بضعفها بأنها قد رضخت وتنازلت لهم عن السلطة‏,‏ مما شجعهم علي الانتشار والسيطرة وفرض أحكامهم حتي أن مئات المسلحين يتجولون الآن في كبري المدن ينشرون الذعر‏..‏ يغلقون المحاكم ومدارس البنات ومحلات الحلاقة‏,‏ يقطعون الرؤوس ويشنقون المعارضين‏..‏ وقد أصبحوا أكثر ثقة في قدرتهم علي تكرار التجربة ويخشي أنه إذا ما واصلوا زحفهم بالخطة الحالية فسوف يطرقون قريبا أبواب العاصمة‏.‏

ويبدو أنه لا شيء مؤثر يمكن أن يقوله أو يفعله الرئيس أوباما في قمته مع الرئيس الباكستاني زرداري ونظيره الأفغاني كرزاي خلال الأيام المقبلة بواشنطن هل يشجعهما علي الحوار مع طالبان؟ هل يهددهما بوقف المنح المالية إذا لم يلتزما بمحاربة المسلحين؟ أم يتعهد بتدفق مزيد من المساعدات المالية برغم التدهور الأمني؟ وإلي أي مدي يمكن أن ينحدر الوضع في دولة مسلحة بمائة قنبلة نووية؟ ألا يهدد ذلك الأمن والاستقرار في العالم كله؟ هي كارثة بكل المعايير‏.‏

About this publication