ولا مؤاخذة .. نوبل
قرار الأكاديمية السويسرية منح الرئيس الأمريكي ” أوباما ” جائزة نوبل للسلام .. في كل الأحوال ” نكتة ” من النكات السخيفة التي
تضع مصداقية هذه الجائزة الإنسانية المهمة محلاً للكثير من علامات الاستفهام والتعجب وربما أيضا الغضب .
فالرئيس الحاصل علي جائزة نوبل للسلام لم يمض في موقعه الرئاسي سوي بضعة أشهر قليلة لم تتجاوز العشرة أشهر إذا ما تم حسابها منذ اللحظة الأولي التي تسلم فيها الرئاسة ودخل إلي البيت الأبيض في يناير الماضي .
وهي مساحة زمنية بسيطة لا تتيح للرئيس الأمريكي أوباما أكثر من الكلام وإعلان النوايا وعرض الآراء والتوجهات التي ستحكم سياسات إدارته الجديدة خلال الأربع سنوات المقبلة في عناوين عريضة دون تفاصيل ستتحدد وقتما يتم تطبيق هذه السياسات والتوجهات .. والتي ستكون بدورها أيضًا عرضة للاضافة أو التغيير والاستبدال بتوجهات وسياسات أخري طبقا لسير الأمور عند التطبيق تحت مظلة المصالح .
وفي هذا السياق ليس الرئيس الأمريكي أوباما أول من قال كلاماً وأعلن عن نوايا وتوجهات أهتم بها العالم واعتبرها نوايا وتوجهات طيبة فيما يخص القضايا المتفجرة علي سطح الكرة الأرضية من أسلحة الدمار السامل وحتي قضية السلام في الشرق الأوسط مرورًا بقضايا البيئة والسلام العالمي .. وتغيرت سياساته و”انعوجت ” بوصلة توجهاته طبقا لحجم الضغوط وقياسات المصالح .. لكن علي الأقل هؤلاء الرؤساء أتيحت لهم المساحة الزمنية الكافية للكلام والعمل بما يمكن تقييمه سلبا أو ايجابا .
فلا الرئيس أوباما حتي الآن .. قدم جهوداً استثنائية من أجل التعاون بين الشعوب واحلال السلام العالمي .. ولا هو عمل علي خفض مخزون العالم من أسلحة الدمار الشامل خاصة النووية .. ولا هو تقدم خطوات في تعزيز الحوار لحل القضايا الشائكة .. ولا هو بذل جهودًا خارقة في مجال تحسين نوعية المناخ .. كما قالت حيثيات الأكاديمية السويدية وهي تمنحه الـ”نوبل “.
الرئيس أوباما .. لا تزال قواته العسكرية متورطة في أفغانستان وفي العراق .. ولم يغلق بعد معتقل جوانتنامو .. ولم يقم بخطوات في سياق ما قاله من مضامين في خطابه إلي العالمين الإسلامي والعربي من القاهرة .. ولا حتي فيما يخص عملية السلام في الشرق الأوسط .. الرئيس أوباما نفسه مستغرب الجائزة التي فاز بها فهو لم يفعل سوي الكلام .
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.