وإنما الأعمال بالنيات: أوباما وجائزة نوبل للسلام
GMT 18:00:00 2009 الجمعة 9 أكتوبر سامي البحيري
________________________________________
لا شك أن العالم كله (بما فيهم أوباما نفسه) قد فوجئ بفوز الرئيس الأمريكى أوباما بجائزة نوبل للسلام لعام 2009، وأنا فوجئت وسعدت بالخبر كمواطن أمريكى مؤيد لسياسة أوباما وأعطيته صوتى فى الإنتخابات الماضية بالرغم من أننى مسجل عضو بالحزب الجمهورى المعارض لأوباما، وأنا أعتقد أن أوباما لم يفعل بعد ما يكفى لإستحقاق الجائزة، ولكنى أعتقد أن قد يكون هناك عدة أسباب جادة أو هزلية لمنحه الجائزة:
أولها: يبدو أن أعضاء لجنة نوبل قد تأسلموا وأصبحوا يؤمنون بأنه: “وإنما الأعمال بالنيات وأن لكل أمرء ما نوى”، ويبدو أنهم قد آمنوا بالفعل بنوايا أوباما الطيبة، ويبدو أيضا أنهم أصبحوا يرفضون ويكفرون بالمقولة الغربية بأن: “الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة”.
ثانيا: يبدو أن الرئيس أوباما مزنوق فى قرشين وخاصة أن لديه بنتين فى سن مدارس، وإنتو عارفين مصاريف الدروس الخصوصية وخاصة يبدو أن بعض المدرسين الخصوصين يستغلون أوضاع بنات الرئيس ويرفعون ويبالغون فيما يطلبونه كما أنهم يقبضون بالدولارلقاء الدروس ويتعللون بأن الإجراءات الأمنية على باب البيت الأبيض تكلفهم الكثير من الوقت قبل الدخول لإعطاء الدروس.
ثالثا: يبدو أن لجنة جائزة نوبل حاولت أن تخفف الفشل الذى عاناه أوباما عندما ذهب إلى كوبنهاجن بالدانمارك بصحبة زوجته ميشيل لكى يساعدا فى حصول مدينة شيكاجو على شرف تنظيم الدورة الأوليمبية فى عام 2016 وفوجئ الجميع بأن اللجنة الأوليمبية الدولية قد أعطت هذا الشرف لمدينة ريو دى جانيرو فى البرازيل، وطبعا كلنا نعرف أن لجنة نوبل للسلام فى أوسلو فى الترويج المجاورة لدولة الدانمارك وكلهم من دول الإسكندافيا وأعتقد أنه حصل كلام ما بين الدانمارك والنرويج على أساس :”إنه ما يصحش وخليها علينا المرة دى وخبطتين فى الراس توجع”.
رابعا: يبدو أن لجنة نوبل قد قررت وضع أوباما فى خانة (اليك) لأن حصوله على الجائزة أكبر توريطة لإى أن يفعل شيئا يظهر للعالم أنه يستحق الجائزة.
خامسا: جائزة نوبل للسلام من المعروف أنها تعطى أحيانا كجائزة للإنجازات السياسية الملومسة، مثلما سبق وأعطيت للرئيسين السادات وبيجن وكذلك لياسرعرفات وبيريز ورابين، وللزعيم نيلسون مانديلا ودى كلارك، وكذلك أعطيت الجائزة لشخصيات عامة مثل مارتن لوثر كينج، وديزموند توتو والدالاى لاما والبنجلاديشى محمد صاحب بنك الفقراء، ولكن هذه أول مرة تعطى لرئيس أمريكى بعد توليه الحكم بأقل من عشرة أشهر، والحقيقة أن أوباما لم يعط أى إنجاز ملموس ولكنه أعطى الأمل لكثير من الناس فى كل أنحاء العالم، أعطى الأمل لملايين من المعدمين والفقراء بأن الدنيا مازالت بخير، وأن مجرد وجود شخص أسود من أب أفريقى مسلم على رأس أهم منصب فى العالم فإن هذا يعطى أملا ليس فقط للطامعين فى المناصب السياسية، بل لكل الذين يحلمون، وأذكر أن إبنتى الكبرى إتصلت بى بعد فوز أوباما وقالت لى:” الآن ليس لدى أى حجة لكى لا أنجح فى تحقيق ما أصبو إليه فى مستقبلى مهما بدا مستحيلا”. وهذا فى حد ذاته أكبر إنجاز لأوباما حتى الآن، وحتى وإن لم يحقق المزيد فهذا كاف، وإن كان لا يستحق عليه جائزة نوبل للسلام، وقد يستحق عليه جائزة نوبل للخطابة!!
سادسا: أوباما أنجز إنجازا كبيرا عندما قام بتوقيع إتفاقية مع رئيس روسيا للقضاء على الأسلحة النووية، وكذلك ذهب بنفسه إلى الأمم المتحدة وكررندائه بالقضاء على تلك الأسلحة، ثم تبنى بنفسه الدعوة لحماية البيئة من على منبر الأمم المتحدة وقام بتأييد توقيع أمريكا على معاهدة كيوتو للمحافظة على البيئة بعد رفض كلا من إدارتى بوش وكلينتون للتوقيع عليها.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.