من غير المعقول أن يوجه بنيامين نتنياهو اهانة بالغة لنائب الرئيس الأميركي وهو في ضيافته ومع ذلك تحاول الادارة الأميركية أن تبرر هذه الاهانة وأن تعلن للعالم أجمع بأن العلاقات الأميركية الاسرائيلية هي علاقات استراتيجية وأن هذه الادارة ملتزمة التزاما تاما بأمن اسرائيل.
ومن غير المقبول أن يعلن نتنياهو ومن قلب العاصمة الأميركية بأنه سيواصل الاستيطان في مدينة القدس بالرغم من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب منه عدة مرات أن يوقف عمليات الاستيطان من أجل التفاوض مع الفلسطينيين للوصول الى حل للقضية الفلسطينية وبالرغم من أن هذه الاجراءات الأحادية الجانب من قبل الاسرائيليين هي مخالفة صريحة للقانون الدولي الذي يمنع تغيير معالم الأراضي المحتلة من قبل الدولة التي تحتلها ومع ذلك لا نرى أي خطوة تتخذها الادارة الأميركية لوقف هذا المسؤول الاسرائيلي عند حده مع أنها قادرة على ذلك كما يقول المحللون السياسيون.
يوم الاربعاء الماضي اجتمع رئيس وزراء اسرائيل مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض ولم يصرح الرجلان بأية كلمة للصحفيين بعد انتهاء الاجتماع كما التقى نائب الرئيس الأميركي جو هايدن مع نتنياهو ولم يعقدا مؤتمرا صحفيا بعد الاجتماع أو يصرحا بكلمة واحدة بل أكتفى نائب الرئيس باصدار بيان مقتضب بعد الاجتماع وهذا كله يدل دلالة واضحة على أن نتنياهو لم يقبل وقف الاستيطان في مدينة القدس المحتلة وضرب عرض الحائط بطلبات الرئيس الأميركي ونائبه.
لا أحد ينكر بأن اللوبي الصهيوني المؤثر في الولايات المتحدة يقف خلف نتنياهو ويدعمه دعما غير محدود وهذا اللوبي هو الذي يضغط على الادارة الأميركية ويجعلها غير قادرة على اتخاذ أي اجراء ضد اسرائيل لكن في المقابل تستطيع الدول العربية أن تضغط هي أيضا على الادارة الأميركية لتحصيل حقوق الفلسطينيين وهي قادرة على ذلك وتملك كل وسائل الضغط المطلوبة لكن هذه الدول تنقصها لارادة السياسية هذه الارادة لو وجدت لفعلت فعل السحر ولاستطاعت تحقيق المعجزات لكن مع الأسف فان الدول العربية التي تملك وسائل الضغط لا تريد أن تستغل هذه الوسائل بسبب غياب الارادة السياسية كما قلنا سابقا.
لقد فشل الرئيس باراك أوباما في كل توجهاته لحل القضية الفلسطينية وتبخرت كل الوعود التي قطعها على نفسه عند تسلمه للحكم في الولايات المتحدة ومن خلال الخطاب الذي ألقاه من جامعة القاهرة والحكومة الاسرائيلية تواصل تحديه بشكل سافر وبشكل مهين وآخر ما أعلن في اسرائيل قبل يومين قرار رئيس بلدية القدس السماح باقامة عشرين مسكنا جديدا لبعض المستوطنين في مدينة القدس الشرقية على أنقاض فندق عربي قديم أثناء وجود نتنياهو في واشنطن.
لا يمكن للعرب أن يظلوا متفرجين على هذا المشهد السياسي القائم الآن ومن غير المقبول أن يقفوا وكأن لا حول لهم ولا قوة أمام الجبروت الاسرائيلي لأنهم في هذه الحالة سيخسرون كل شيء وسيفقدون احترام العالم لهم وهذا ينطبق أيضا على الفلسطينيين الذين ينقسمون على أنفسهم فهنالك دويلة في قطاع غزة وشبه دويلة في الضفة الغربية واسرائيل تواصل عمليات التهويد والاستيطان وابتلاع الأراضي الفلسطينية والفلسطينيون غارقون في مشاكلهم وفي كيل الاتهامات لبعضهم البعض.
ان العالم يقف دائما مع الأقوياء ، والعرب والفلسطينيون يعيشون فترة ضعف غير مسبوقة حتى في الفترات المظلمة من تاريخهم واذا لم يساعدوا هم أنفسهم فان لا أحد يمكن أن يساعدهم.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.