أوباما و«إسرائيل» والانبطاح
معاً على الطريق
الخميس 22-7-2010م
عبد النبي حجازي
في مقابلة تلفزيونية بادر إليها البيت الأبيض تمت في العاشر من تموز الجاري مع إحدى القنوات الإسرائيلية حرص فيها أوباما ومساعدوه على توفير أجواء حميمة للمذيعة وطاقم التصوير
فأجريت في جناح السكن في البيت الأبيض المغلق عادة أمام الغرباء، ورد فيها (أوباما) على كل الأسئلة بصراحة، بما في ذلك الأسئلة الشخصية والحساسة التي تتعلق بلون جسده أو بحياته الخاصة.
ومن بين أبرز ما قاله اعتقاده أن اسم والده (حسين) يزعج الإسرائيليين، فوضح مدافعاً عن نفسه أن رئيس طاقم مكتبه (آرام عمنوئيل) يهودي وأن مستشاره السياسي ابن لمواطن (يهودي) من الناجين من المحرقة، وأعرب عن تعاطفه مع (الألم) اليهودي وأن هناك جذوراً مشتركة بين حركة التحرر الأفرو-أميركية وبين نشاط اليهود الأميركيين في سبيل حقوق الإنسان! وهي القيم نفسها! التي قادت إلى قيام «دولة إسرائيل». وأكد علاقته المميزة مع «إسرائيل» وأنه خلال فترته الرئاسية قدمت لها الولايات المتحددة أكبر دعم وتعاون أمني من أي عهد رئاسي سابق وأنه وضع خطر التسلح النووي الإيراني على رأس سلم الأولويات لسياسته الخارجية خلال الشهور الثمانية عشر الأولى من حكمه، وسوغ همجية «إسرائيل» في لبنان وغزة أنها عندما قدمت تنازلات للوصول إلى السلام المنشود تراشقت عليها الصواريخ من قطاع غزة وبعض مناطق لبنان. وقال (أوباما) إن مبادرته في التوجه باحترام إلى المسلمين في العالم (كالخطاب الذي ألقاه في القاهرة والخطاب الذي ألقاه في أنقرة) تحمل رسالة من معانيها تخفيف الأخطار والعداء في العالم الإسلامي عن «إسرائيل» والغرب.
وامتدح (بنيامين نتنياهو) قائلاً إنه يعتقد أنه حكيم وأنه لكونه يمينياً متطرفاً فهو عامل مساعد على قبول أفكار جديدة، وأعرب عن اعتقاده أن هناك إمكانية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط خلال عهده الرئاسي الذي ينتهي عام 2013، كما وصف (نتنياهو) عندما استقبله في البيت الأبيض في الخامس عشر من الشهر الجاري أنه (رجل السلام!).
وبغض النظر عن دوافع (أوباما) الانتخابية فإن ثمة حقيقتين لو دقق المرء فيهما لتأكد أن موقف أوباما يمتاز:
1- بالمكر المجنح فهو يخاطب بعضاً من (قومنا) ويخاطب «إسرائيل» على طريقة الأم التي تهدهد طفلها «نام لاذبح لك طير الحمام» وتلتفت إلى الحمامة مطمئنة «أكذب على ابني لينام».
2- بأنه يمثل الفعاليات المالية التي بوأته منصب الرئاسة.
عندما ألقى (أوباما) اليمين الدستورية قائلاً «أنا باراك حسين أوباما» تهلل بعض من قومنا لكلمة «حسين» وشطت بهم الأحلام كالمشتهي الحلوى سال لعابه، لكنه عندما اندفع لإعادة غزو أفغانستان واستمرار الوحشية في غزو العراق، وفي التذبذب بين التأييد وغض الطرف عن حصار غزة والإصرار على تجويع أهلها وهدم المدارس والمستشفيات ودور العبادة وبناء المستوطنات والتهجير الداخلي والخارجي والتهويد وإقامة الحواجز ومحاولة ابتلاع القدس وسائر ضروب القهر والإذلال.. عندها تذكر أبناء قومنا أن «إسرائيل» مخفر أمامي لحماية المصالح الغربية، وتأكدوا أن (أوباما) وجه آخر متكرر من (دبليو بوش).
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.