The Phony American Drawdown in Iraq

<--

د.محمد المحاسنه

التنازل الأمیركي الملغم في العراق

آخر تحديث : الجمعة 27 أغسطس 2010

أخيرا اتضحت الرؤيا وتبين الخيط الابيض من الاسود بالنسبة للسياسة الاميركية

في العراق، اميركا لا تدعم علاوي حتى النهاية ضد المالكي وليس لديها مانع

من ان تكون الحكومة العراقية محسوبة على ايران، ھكذا اسقطت اميركا في

يد كل من يعتمد عليها ويسير على خطاھا، لقد بذلت من الحهود الضاغطة

على العرب والى القدر الذي لا يحتمل من اجل معاداة ايران، ثم ھا ھي لا

تمانع في التفاھم مع ايران على طريقة اتفاق الجنتلمان غير المصرح به، علاوي

الآن يعرف ان لا سبيل له الى رئاسة الحكومة العراقية المقبلة، وھو ليس من

القدر من القوة التي تمكنه من الوقوف ضد توجهات الطائفة الشيعية وايران بعد

ان رفعت عنه اميركا مظلتها وتركت له الباب مفتوحا ليفهم وحده ان لم يعد لديه

تلك الورقة التي يعتمد عليها في الصراع مع المالكي على رئاسة الحكومة.

ايران لديها من الاوراق الضاغطة على الادارة الاميركية والى الحد الذي يمكنها

من الحصول على اكثر من التنازل الاميركي الذي اعلن مؤخرا سواء كان ذلك

على الساحة العراقية او في الملف النووي، ايران تملك ورقة اشعال العراق

تحت اقدام القوات الاميركية ان شائت واقتضت مصالحها ذلك لو تعنتت اميركا،

وايران تعتبر ان القوات الاميركية التي اتضح انها باقية الى الابد في العراق

حسب المخطط الاميركي ھي عبارة عن رھينة لديها من خلال نفوذھا في

العراق وقدرتها على قصف مواقع الاميركيين فيما لو نشبت الحرب، وايران تملك

ورقة تهديد امن اسرائيل جديا من خلال حزب لله.

اميركا اعتبرت ان الوقت اصبح مناسبا بعد ان قبضت اسرائيل الثمن سياسيا

ويمكن شراء سكوتها الآن عن التحرش بإيران ودق طبول الحرب ضدھا، الثمن

الذي قبضته اسرائيل كان على حساب الصراع العربي الاسرائيلي حيث رفع

الغطاء العربي عن الفلسطينيين الذين ارغموا على المفاوضات المباشرة دون

شروط ولن يأخذوا شيئا من ورائها بل الذي يشترط الآن ھو نتنياھو الذي قال

عشية الاعلان عن صفقة الجنتلمان بأنه لا يتفاوض الا اذا اعترف الفلسطينيون

بيهودية الدولة الاسرائيلية.

ھكذا كان الثمن المدفوع ھو من الجيب العربي وعلى حساب القضية

الفلسطينية التي لم يبق منها شيء، لكن التساؤل الذي يطرح ھو حول التنازل

الاميركي؟

التنازل الاميركي لم يزد عن كونه اقرارا للوضع القائم في العراق، وھو الوضع

الذي ساد طوال مدة حكم المالكي، اميركا لا يهمها ان تكون حكومة المالكي

محسوبة على ايران ما دامت ترضى بوجود القوات الاميركية، اميركا الآن تريد

العراق بلدا شبه محتل تقيم فيه القواعد الاميركية والى الابد على طريقة

القواعد التي فرضت على المانيا واليابان عقب ھزيمتهما في الحرب العالمية

الثانية، اميركا تنازلت تنازلا ملغما لانه يبقي الساحة العراقية ميدانا للحرب

الطائفية غير المعلنة واستمرار وجود الرفض من بعض الطوائف والملل والاعراق

للوضع القائم منذ سنوات وبالتالي استمرار مسلسل التفجيرات والقتل وبقاء

الحاجة قائمة للقوات الاميركية، وبقاء الاقتتال لان اميركا تعتبره من استراتيجياتها

في العالم الاسلامي، ان ضرب جناحي الامة الاسلامية في بعضهما البعض ھو

بالنسبة لاميركا اھم من وصول علاوي الى الحكم ويمكن من اجله ان تقدم

تنازلا خادعا، ھكذا سيبقى مسؤولا عن التحريض وضرب الطوائف في بعضها

البعض من خلال العمليات المنسوبة زورا الى ھذا الطرف الطائفي او ذاك ھو

الوضع الذي سينجم عن الصفقة الخادعة الملغمة، في ھذا الاسبوع سجلت

على العرب خسائر سياسية ربما تفوق كل الخسارات منذ عشر سنوات او

يزيد.

About this publication