American Aid to Arab East Jerusalem: Between Political Principle and Working Practice

<--

المساعدات الأمريكية للقدس العربية .. بين المبدأ السياسي والتطبيق العملي!

الأربعاء ديسمبر 15 2010 – عزام توفيق أبو السعود

بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعترف بتوحيد القدس من جانب واحد، وتعتبر القدس الشرقية هي منطقة محتلة أسوة بباقي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن تصرفاتها على الواقع تختلف عن ذلك كليا وخاصة فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية للشعب الفلسطيني ..

مشاريع كثيرة سمعنا عنها ورأيناها تنفذ في مناطق السلطة الفلسطينية، ورأينا اللوحات أمامها: أقيمت هذه المدرسة بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID ، أو ذاك المبنى وتلك الطريق وغيرها من المشاريع ، وعبر السنوات ومنذ خمسة عشر عاما أنفقت وكالة المساعدات هذه مبلغا يقارب 1400 مليون دولار معظمها استثمر في البنية التحتية في مناطق السلطة الفلسطينية، وبالتأكيد لم يتم إقامة أي مشروع من الدعم الأمريكي يخدم سكان القدس العربية أو يهيأ لهم بنية تحتية أو يحسن من البنية التحتية القائمة ، بالرغم من أن سكان القدس يشكلون قرابة 10% من الفلسطينيين تحت الاحتلال!

هناك نقص شديد في المدارس والغرف الصفية في القدس، أشد من النقص في الضفة الغربية طبعا، ولكننا نسمع أن المساعدات الأمريكية بنت كثيرا من المدارس في الضفة، ولكن أيا منها لم يبن في القدس! فهل فكرت وكالة المساعدات الأمريكية يوما ما بتقديم مساعدة للسكان العرب في القدس لبناء مدرسة فيها ؟ .. لا أعتقد ذلك رغم أنهم يعرفون أن 7000 طفل فلسطيني في سن الدراسة لم يجدوا لهم مقاعد في مدارس القدس التي تدير 70% منها السلطات الاسرائيلية.

في مؤتمر التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة، الذي عقدته الوكالة الأمريكية للتنمية في أريحا في الأسبوع الماضي كانت القدس غائبة عن كلمات المتحدثين الأمريكيين والمحليين أيضا.. كما كانت غائبة عن عنوان المؤتمر الذي حدد الضفة الغربية وقطاع غزة فقط دون القدس موضوعا له… وهذا ما جعلني استغرب سبب دعوتي للمؤتمر!

كان أحد محاور ورشات العمل هو فرص دعم القطاع السياحي، وكأن القطاع السياحي في الضفة الغربية وقطاع غزة هو قطاع اقتصادي لا يرتبط بالقدس.. وكأن منظمي المؤتمر لم يعوا أن السياحة في الضفة هي منتج ثانوي للسياحة في القدس، وأن أقل من نصف السياح للأراضي المقدسة والذين يزورون القدس يزورون بيت لحم، وأقل من ربعهم يزورون أريحا، وأنه بالتأكيد لا يمكن دعم القطاع السياحي في الضفة دون أن تكون هناك قاعدة أصلب تستند إليها في القدس، ونحن نعرف عن أن التراجع في البنية السياحية المقدسية الذي لم يستطع تحمل الزيادة في أفواج السياح القادمين ، هو ما أدى الى تحويل السياح الفائضين عن فنادق القدس إلى فنادق الضفة الغربية!

وكما ينطبق الارتباط الوثيق بين الضفة والقدس في مجال السياحة، فانه ينطبق بشكل أو بآخر على القطاع الصناعي ، وقطاع التجارة حيث أن أسواق القدس يجب أن تحتوي المنتج الفلسطيني، فيما تمنع السلطات الإسرائيلية دخول هذه المنتجات، مما يرفع مستوى تكاليف المعيشة في القدس عنها في الضفة الغربية، وعلى سبيل المثال فإن أسعار البيض في الضفة الغربية تقل ب 40% عن أسعار البيض الإسرائيلي والذي يفرض علينا تناوله في القدس، وقس على ذلك منتجات الألبان والأدوية العربية وغيرها التي لا تصلنا في القدس.

أما في مجال التمويل والاستثمار، فإن القدس العربية هي أكثر مدينة بحاجة إلى استثمار، فمنذ ستة عشر عاما شهدت جميع المدن الفلسطينية طفرة استثمارية ضخمة، فيما بقيت القدس العربية على حالها وكما يعرفها أي شخص لم يزرها منذ ثلاثين عاما..

هل السياسة الأمريكية في مجال دعم الفلسطينيين التي تستثني القدس، تنطوي ضمنا على مسايرة الاحتلال وتشجيعه على استمرار محاولاته لتهويد القدس والضغط على سكانها العرب ليهجروها طوعا؟! مجرد سؤال…

About this publication