The American Strategy to Surround Iraq

<--

تحريك أمريكا لقطعها البحرية في البحر المتوسط وبمقاربة الشواطئ الليبية يعني أنها تريد أن تقنع جميع دول المنطقة التي يتأكل القسم الاكبر منها تحت ضربات ثوارها الشباب تريد أن تقنعهم أنها طرفا مساعدا للتغيير

وأنها ستدعم التغيير الجديد حتى لو إضطرت للتدخل المباشر ،

وهذه الرسالة لها أبعاد مختلفة من دولة لأخرى وأبعاد متنوعة وعديدة وما يهمنا من مصير بلدنا العراق أن أمريكا لن تدلي بأي تصريح الأن بما يخص الشأن العراقي لأنها على قناعة أن التغيير في العراق قادم لامحال ولكنها تعتقد أن التغيير في العراق لايكفي إلا إذا صاحبه تغييرافي إيران ، ولاشك أن واشنطن قامت خلال الأيام الماضية بالإتصال مع بعض الشخصيات العراقية المعارضة داخل العملية السياسية لجس نبضهم ومعرفة مدى قدراتهم على إستيعاب المتغير الجديد ولما لم تجد مايقنعها ضمن تلك الإتصالات قامت عبر وسطاء بمحاورة بعض الشخصيات العراقية المعارضة والتي ليست ضمن العملية السياسية الحالية وهم من الذين غادروا العراق في الثمانينات ولازالوا خارجة وكذلك الذين غادروا العراق بعد الإحتلال الامريكي ومنهم قادة عسكريين معروفين أقنعتهم واشنطن بأن لاوجود سيكون لها هذا العام في العراق وعليهم تشكيل مجلس وطني لقيادة المتغير المرتقب ،

واشنطن الذي يهمها الأن هو أن يتم تنسيقا مابين المجلس الجديد والمعارضة الإيرانية وتوحيد خطوات العمل بينهما

وأن تبدأ التظاهرات بكل طاقاتها وحشودها البشرية في إيران والعراق خلال الأسبوع الأول من الشهر القادم وهو الموعد الذي رأته واشنطن ملائما

حيث يسبق ذلك إصدار بيان من مجلس الأمن أو أحد مؤسساته تطالب فيه بأطلاق سراح قادة المعارضة الإيرانية الإصلاحيين وكذلك الكشف عن وجود مناطق إشعاعية في مناطق سرية من إيران بطرية أو بأخرى

رغم علم واشنطن أن لاإشعاعات ولا قنابل ذريةلكنها ذريعة مناسبة سيتقبلها المجتمع الدولي في ظل الهياج الشعبي العام ضد الأنظمة السياسية الإستبدادية ،وعندما تبدأ الشرارة في بدايات الشهر القادم فأن واشنطن تُعلن على الملا إدانتها للساسة العراقيين وتجريمهم بوثائق ستنشرها المنظمات الدولية

التي ستطالب بأحالتهم إلى المحاكم الدولية ،

وكل ما تريده واشنطن من هذا التحول بزاوية 360 درجة

هو ربما التأثير على القادة الجدد للإبقاء على بعض بنود المعاهدة الأمريكية- العراقية ومنها الإبقاء على بعض القواعد وأمتيازات النفط وطبيعة نظام الحكم ،

الذين إلتقت بهم واشنطن عبر أصدقاءها أكدوا على أنهم لايملكون أي قرار يستطيعون من خلاله التوافق مع الإطروحات الأمريكية كون الثورة ثورة الشعب العراقي وليست ثورة شخصيات سياسية وقد شرحوا الوسطاء لأصدقاء أمريكا ماجلبه إحتلالهم للعراق من مأسي على شعبه وكيانه وتراثه وبالتالي فلا بارقة أمل بقبول أي وجود للجانب الأمريكي على الأرض العراقية كما أن هذه الشخصيات طلبت برسالة خطية من واشنطن أن تكون على أقل تقدير على الحياد مابين الشعب والحكومة لأن العراق ليس كليبيا فالعراق واقع تحت الإحتلال منذ ثمان سنوات وهو يهدد كل يوم من قبل الأله العسكرية الأمريكية ،

وأشنطن تنتظر الأن قيام التظاهرات الإيرانية والتي ربما ستتزامن مع الإحتجاجات العراقية الواسعة حينها لاتجد خجلا من تأييد الثورة الشبابية العراقية وتحميل القادة العراقيين الحاليين السبب المباشر لكل الأثار السلبية التي حدثت في العراق ،وهي تعتقد أنها ستعود لحكم العراق من تلك الزاوية وهو المحال لأن واشنطن تعيش خارج هواجس الشخصيات الوطنية وخارج أمال وأحلام شباب العراق ،

About this publication