.
Posted on March 31, 2011.
أوباما يهدد القذافي بتسليح “الثوار” في حال عدم تنحيه
طرابلس: بعد نجاح قوات القذافي في وقف تقدم الثوار نحو سرت ، مع تواصل تقدمها في مصراتة، لوح الرئيس الامريكي باراك اوباما بامكانية تسليح واشنطن للثوار الليبيين في حال لم تضعف العمليات العسكرية جارية النظام الليبي بما فيه الكفاية.
واعرب اوباما عن اقتناعه بأن العقيد الليبي معمر القذافي سيرضخ “في نهاية المطاف” للضغوط العسكرية والدبلوماسية على نظامه وسيتنحى عن السلطة.
وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الأمريكية “ان بي سي” قال أوباما: “ان العملية العسكرية التي انطلقت ضد النظام الليبي من قبل الائتلاف الدولي والتي قدمت فيها الولايات المتحجة قوتها النارية جعلت القذافي في موقع الدفاع”.
واضاف: “بالاضافة الى فرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين، توجد بتصرفنا وسائل سياسية ودبلوماسية وعقوبات وتجميد ودائعه بالاضافة الى عناصر ستواصل خنق نظام القذافي”.
وتابع أوباما: “اذن بفضل هذه الضغوط القوية، ليس فقط العسكرية نتوقع ان يتنحى القذافي في نهاية المطاف عن السلطة”.
ومن جهة أخرى، لم يستبعد الرئيس الأمريكي تسليح الثوار الليبيين، مشيرا في الوقت نفسه إلى انه يجري حاليا اعداد تقييم لميزان القوى بين الثوار وقوات العقيد معمر القذافي.
وردا على سؤال حول امكانية تزويد الولايات المتحدة الثوار الليبيين بالأسلحة، أجاب أوباما “لا استبعد ذلك، ولكن لا أقول ايضا أن هذا الأمر سيحصل”.
واضاف: “ما زلنا نقيم ما يمكن أن تقوم به كتائب القذافي، لقد مرت تسعة أيام على بدء التحالف الدولي عملياته العسكرية في ليبيا” ، مشيرا إلى انه في حال ضعفت هذه الكتائب كثيرا فان تسليح الثوار قد لا يكون عندها ضروريا.
وتابع “لكن لا استبعد شيئا حاليا”، وأجرى الرئيس الأمريكي مقابلات مع ثلاث محطات تلفزيونية “ان بي سي، وسي بي اس، واي بي سي” غداة خطاب خصصه لليبيا وبرر فيه قراره بالتدخل في هذا البلد وأكد أن هذا التدخل “حال دون وقوع مجزرة”.
وحذر بالوقت نفسه من حصول تدخل مباشر في ليبيا للاطاحة بنظام القذافي مذكرا بـ”الخطأ” الجسيم في الارواح والميزانية الذي تسبب به غزو العراق عام 2003 للاطاحة بصدام حسين.
وفي باريس ، قال وزير الخارجية الان جوبيه ان بلاده مستعدة لمناقشة مسألة تسليح المعارضة الليبية مع شركائها في الائتلاف على الرغم من ان ذلك ليس ضمن تفويض الامم المتحدة.
وقال جوبيه في تصريحات ادلى بها عقب اجتماع لندن “اذكركم بان تسليح المعارضة ليس ضمن قرار الامم المتحدة الذي تلتزم به فرنسا ايضا الا اننا على استعداد لمناقشته مع شركائنا”.
وبسؤاله عما اذا كان يتعين على القذافي اللجوء للمنفي لم يجب جوبيه مباشرة على السؤال وانما قال انه لا مستقبل للزعيم الليبي في بلده.
وأضاف “الامر متروك لليبيين للتخلص منه… لاختيار مستقبلهم وليس التحالف الدولي بالتأكيد… لم يكن المنفى بين الموضوعات التي بحثناها”.
انسحاب تكتيكي
في غضون ذلك، واصلت كتائب العقيد معمر القذافي قصف مدينة مصراتة شرق طرابلس، في حين وصفت المتحدثة باسم المجلس الوطني الليبي إيمان بوقيقس تراجع الثوار الساعات الماضية بأنه “انسحاب تكتيكي” يهدف لإبعاد قواتهم عن قبضة مليشيات القذافي وجنوده المرتزقة.
وكان الثوار تراجعوا أمس من بن جواد في وسط ليبيا إلى ما وراء راس لانوف شرقا، كما كان محيط منطقة بن جواد مسرحا لمعارك كر وفر بين الثوار وكتائب القذافي التي قصفت مواقعهم ودفعتهم إلى التراجع.
وبعد أن نجح الثوار في الاقتراب لمسافة 60 كلم من مدينة سرت مسقط رأس القذافي اضطروا للتراجع لعشرات الكيلومترات تحت ضغط نيران كتائب القذافي المدعومة بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون.
وذكرت وكالة “رويترز” إن قوات التحالف الدولي لم تطلق أي صاروخ جو أرض على طريق سرت منذ أكثر من 24 ساعة، مؤكدة أنه بدون هذا الدعم الجوي لا يمكن للثوار الذين لا يمتلكون مدفعية ثقيلة أن يواجهوا كتائب القذافي المزودة بهذا النوع من التسليح.
ووصفت المتحدثة باسم المجلس الوطني الوضع بأنه “دراماتيكي جدا” وحثت المجتمع الدولي وقوات التحالف على التحرك ضد قوات القذافي لحماية المدنيين كما هو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 1973.
في الأثناء، قالت مصادر الثوار إن كتائب القذافي تواصل قصف مدينة الزنتان غربي ليبيا وتحاول دخولها من جهتيها الشمالية والشرقية، كما أنها تتقدم نحو مصراتة التي يتخوف ساكنوها من وقوع مجازر.
والجدير بالذكر, ان الثوار قد حققوا خلال الأيام القليلة الماضية تقدما سريعا باتجاه الغرب انطلاقا من بنغازي، معتمدين إلى حد بعيد على الغارات الجوية الدولية بقيادة حلف الأطلسي.
وسيطر الثوار على عدد من تجمعات سكنية هامة ومنشآت نفطية هامة في رأس لانوف والبريقة والعقيلة وبن جواد.
وكان الثوار نجحوا في الوصول إلى النوفلية التي تبعد 120 كيلومترا عن مدينة سرت مسقط رأس القذافي، لكنها اضطرت للتراجع إلى بن جويد التي تبعد 30 كيلومترا إلى الشرق.
صواريخ “التحالف”
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع “البنتاجون” أن قوات الائتلاف شنت الثلاثاء نحو 22 هجوما بصواريخ توماهوك على مواقع تابعة لقوات العقيد الليبي معمر القذافي.
وأضاف البنتاجون في بيان له عن مجمل الأنشطة العسكرية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية: “أن طائرات الائتلاف نفذت 115 طلعة جوية”.
ويذكر أن عدة انفجارات قوية هزت الثلاثاء العاصمة الليبية طرابلس قرب باب العزيزية، مقر إقامة القذافي وقرب أهداف عسكرية تخضع للحراسة المشددة، كما شهدت مناطق في تاجوراء تفجيرات أخرى، في وقت توجه مبعوثان من فرنسا والولايات المتحدة إلى بنغازي.
وكان وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه قد أعلن في لندن أن اختيار الأهداف في ليبيا لن يكون من مسئولية مجموعة الاتصال الرسمية ولكن من مسؤولية الحلف الأطلسي، معتبرا أنه أصبح واضحا تقسيم العمل بين السياسيين والعسكريين.
ويشار إلى أنه من المقرر انتقال العمليات الجوية في ليبيا التي تولت الولايات المتحدة في البداية تنسيقها إلى الحلف الأطلسي صباح غد الخميس.
من ناحية أخرى قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأمريكي السناتور كارل ليفين: “إنه قد يطلب موافقة الكونجرس رسميا على القيام بعمليات عسكرية تدعم مهام حلف شمال الأطلسي في ليبيا”.
وأشار ليفين إلى أنه سيتحدث قريبا إلى زعيم الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد في هذا الخصوص.
وقال ليفين إنه من المفيد والمهم إظهار التأييد الشعبي لهذا الجهد، موضحا أن الرئيس أوباما ليست لديه أي اعتراضات على هذه الخطوة بل يرحب بها.
وتأتي هذه التطورات وسط مناقشات حادة في الكونجرس حول مدى شرعية قرار الرئيس أوباما بمشاركة الولايات المتحدة في الحملة العسكرية ضد ليبيا، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي 1973.
ملايين الدولارات
الى ذلك اعلنت وزارة الدفاع الامريكية “البنتاجون” : “ان الولايات المتحدة أنفقت 550 مليون دولار حتى الآن على العمليات العسكرية في ليبيا لكنها تتوقع أن تستقر التكاليف عند 40 مليون دولار شهريا حتى يتم خفض عدد القوات الأمريكية ويتولى حلف شمال الاطلسي قيادة العمليات”.
وقال البنتاجون إن حوالي 60 بالمئة من هذه الأموال أنفقت على صواريخ وقنابل استخدمت في ليبيا، حيث تقاتل القوات الموالية لمعمر القذافي المعارضين المسلحين الساعين إلي الاطاحة بالزعيم الليبي.
وأنفقت باقي الأموال على نقل القوات الى المنطقة وعلى العمليات.
وتبدو تكلفة العمليات العسكرية في ليبيا صغيرة بالمقارنة بتكاليف الحرب في كل من العراق وأفغانستان، إلا أنها تزيد المخاوف بشأن اجمالي الانفاق الدفاعي في وقت من المتوقع أن يصل العجز في الميزانية الاتحادية الأمريكية إلي 1.4 تريليون دولار في السنة المالية الحالية التي تنتهي في الثلاثين من سبتمبر المقبل.
مشاركة عربية
من جهته اعتبر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الثلاثاء “ان المشاركة العربية في العمليات في ليبيا ينبغي أن تكون أكبر”.
ونقل راية “سوا” الامريكي عن رئيس الوزراء القطري قوله في مؤتمر صحفي عقب مؤتمر لندن الذي شاركت فيه حوالى 40 دولة ومنظمة لبحث أزمة ليبيا “أوافق على أن المشاركة العربية ليست كبيرة أو ملموسة فعلا…ينبغي أن تكون مشاركة العرب أكبر”.
وأضاف “آمل أن تزداد المشاركة العربية” مشيرا إلى أن النزاع في ليبيا “يعني العرب” كذلك.
وتشكل قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة الدولتين العربيتين الوحيدتين المشاركتين في العمليات في ليبيا، علما أن الجامعة العربية أيدت قرار الأمم المتحدة الذي يجيز تدخلا عسكريا في البلاد.
ويذكر أن سبع دول عربية من أصل 24 عضوا في الجامعة العربية أرسلت تمثيلا إلى مؤتمر لندن.
واتفق المشاركون على استضافة قطر الاجتماع الأول “لمجموعة الاتصال” التي انشئت رسميا في لندن لتتولى القيادة السياسية للعمليات في ليبيا.
وحث الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الثلاثاء الزعيم الليبي معمر القذافي على التنحي لوقف إراقة الدماء وقال إنه ربما تكون أمامه بضعة أيام فقط للتفاوض بشأن الخروج.
وقال الشيخ حمد في مؤتمر صحفي: “نحث القذافي والمحيطين به على المغادرة”.
وأضاف “اعتقد أن هذا هو الحل الوحيد لتسوية هذه المشكلة بأسرع ما يمكن في الوقت الحالي لا نرى أي مؤشر على ذلك، لكن هذا الأمل الذي نقدمه الآن قد لا يكون مطروحا بعد أيام قليلة أنا لا أحذر أي أحد هنا لكنني أحاول أن أوقف إراقة الدماء بأسرع ما يمكن”.
من ناحية أخرى، طلب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج في رسالة وجهها إلى وزير الخارجية البريطانية وليام هيج أن تدعم مجموعة الاتصال حول ليبيا خريطة الطريق التي أعدها الاتحاد الافريقي لإيجاد مخرج للأزمة في هذا البلد.
ولا يشارك بينج في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا الذي عقد الثلاثاء في لندن، كما أنه لم يشارك في اجتماع سابق حول ليبيا عقد في باريس.
وقال نور الدين المازني المتحدث باسم رئيس المفوضية الأفريقية جان بينج: “إن الأخير عبر في رسالته عن الموقف المشترك الذي عبرت عنه دول الاتحاد الأفريقي خلال اجتماعها في أديس أبابا في 25 مارس/آذار الجاري والذي انتهى إلى توافق حول خمس نقاط تشكل خريطة الطريق”.
وهذه النقاط الخمس هي “حماية المدنيين ووقف العمليات العدائية” وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين من النزاع “سواء من الليبيين أو من العمال الأجانب ولا سيما الأفارقة منهم” وأهمية إجراء “حوار سياسي بين الأطراف الليبيين”.
ونصت خريطة الطريق الأفريقية أيضا على “إقامة وإدارة مرحلة انتقالية من المفترض أن تؤدي إلى انتخاب هيئات ديموقراطية”.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.