سبتمبر.. وكلفته رياضيا
صادفت أمس ذكرى مرور عشر سنوات على أحد أشد التفجيرات التي عرفها الإنسان بفعل الإنسان نفسه.
صادفت أمس ذكرى مرور عشر سنوات على أحد أشد التفجيرات التي عرفها الإنسان بفعل الإنسان نفسه، وإن كان أقل بكثير من حمم تفجيرات أعظم بركان عرفه التاريخ وهو بركان كاراكاتوا بإندونسيا في القرن الماضي.
أحداث نيويورك غيرت وجه العالم في كل شيء، وحدث هذا عمدا وبالقوة والتهديد وتصنيف العالم إما معي أو ضدي إلى درجة دفع هذا الوضع (البعض) إلى اعتبار أن هناك مؤامرة قد حيكت سلفا!
هكذا بعثر ذلك اليوم عقل ورزينة بني الإنسان وما فتئ يؤثر ويتسبب في تداعيات ربما لا يريد أصحابها أن تنقضي لدوافع عدة لسنا في مرحلة تحليلها في هذا السياق.
بكل المقاييس الإنسانية تعد أحداث نيويورك كارثة كونية لم يبق على وجه الأرض من لم يعلم بها أو يتأثر، حتى الحجر تأذى من وقعها بفعل ما قذف عليه من حمم النار وجرب عليه أنواع لم تعرف من القنابل والمتفجرات، وكل ذلك من جنون ردة الفعل الأمريكية ومن يسيرون في فلكها لإرضاء وتعزية نيويورك: كبرياء وسكانا وسماء وأرضا، فنيويورك تمثل للإمبراطورية الأمريكية رمز القوة والمال والأعمال.
الرياضة وبوصفها نشاطا إنسانيا يستهدف أكثر من ثلاثة أرباع سكان أي شعب في العالم بالعصر الحديث، لم تكن بمنأى عن هذا الحدث الكارثي، فانعكس سلبا على هذه النشاطات والبرامج وعلى انسيابيتها المعتادة ما قبل كارثة نيويورك، فأصبحت كل مناسبة تحمل في طيات أجندة تنظيمها الكلفة الأمنية والإجراءات المشددة والاحترازات قبل وأثناء إقامة البطولة أو التجمع الرياضي والشبابي في جميع أنحاء العالم، وأخذت الهيئات والمنظمات الرياضية الدولية على عاتقها تكريس هذا الهاجس في ملف الشروط لمنح استضافة أي بطولة كبرى كبند مهم للغاية، وباتت الإجراءات تتدخل في كل تفاصيل الأحداث الرياضية منها ما هو مقبول في نظر الرياضيين أنفسهم ومنها ما هو مبالغ فيه ويهدف إلى رفع كلفة البطولة و(تنفيع) قطاعات خاصة من خلال هذه الثغرة التي تلجم أي منظم وتدفعه إلى قبول (الفاتورة) من دون أي نقاش خشية ألا يقال إن البطولة كانت أقل من المستوى الاحترازي المطلوب حسب مناشدات تلك المنظمات والهيئات الرياضية القارية والدولية.
وأكثر من ذلك تأثيرا على الرياضة بأسباب تداعيات أحداث (11 سبتمبر) الأليمة تأتي مسألة خنق رغبات دول كانت إلى ما قبل هذا اليوم الكئيب قادرة على تنظيم أحداث ومناسبات رياضية، لتصبح الدول المؤهلة بحسب أجندة ما بعد كارثة نيويورك دولا محدودة جدا، وكذا دولا انصاعت إلى الهيمنة الأمريكية وسطوتها على كل مقدرات الإنسان في هذا العالم وكله بسبب تفجيرات نيويورك، ما جعل كثيرا من المفكرين الغربيين يشير إلى درجة كبيرة بأنها لا تعدو كونها (مؤامرة) حيكت خيوطها منذ زمن شأنها شأن كثير من أحداث القرن الماضي التي لعب فيها الخبث السياسي لتجيير مصالح ووضع اليد على مساحات جغرافية استراتيجية ونحو ذلك من المصطلحات السياسية التي انبثقت من بيان أو خطاب أو تحليل مسؤول أمريكي حينذاك. وبعد أن كانت خانة الملايين كافية لتنظيم بطولة، ارتفعت هذه الأرقام إلى العشرات بل المئات من الملايين، واسألوا الإخوة القطريين والأصدقاء الصينيين عن كلفة دورتي الألعاب الآسيوية (2006) بالدوحة والألعاب الأولمبية الصيفية (2008) في بكين.
لقد كانت ميزانيات هائلة ومرهقة لدول كثيرة في هذا الكون، والسبب مغامرة شيطانية لا يعلم إلا الله خفاياها وتفاصيلها الحقيقية.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.