المشهد اقرب الى العجائبية, أكاد لا اصدق الحدث وأنا اشاهد صور انهيار البرجين بعد مرور عقد من الزمن على هجمات ايلول في نيويورك وواشنطن, كما أكاد أن لا اصدق ان مجموعة من الملتحين التابعين للقاعدة المقيمة في كهوف افغانستان هي التي نفذت الهجمات…
اعتقد ان الحدث, بالتخطيط والتنفيذ , أكبر من قدرات سكان تورا بورا وهو الحدث الذي غير امريكا كما غير وجه المنطقة… كيف?!
احيت الولايات المتحدة الذكرى العاشرة لأحداث ايلول في ظل مشاعر من القلق والرعب و الانتشاء الأمني غير المسبوق في تاريخها. فاحداث 11 ايلول الامريكي فتحت أمام الولايات المتحدة بوابة حروب عرفنا متى بدأت ولكننا لا نعرف كيف ومتى تنتهي رغم التصريحات والبيانات والجداول الزمنية التي تعلن عنها الادارة الامريكية في واشنطن!!.
هذه الحروب وما رافقها من فظائع وجرائم حرب وانتهاكات لحقوق الانسان داخل الولايات المتحدة وخارجها اساءت لسمعة الولايات المتحدة وسلبتها ثقة العالم, واثقلتها بالخسائر البشرية والمالية…
فخلال عقد من الزمن, منذ هجمات 11 ايلول حتى الآن انفقت الولايات المتحدة في غزوها واحتلالها أفغانستان والعراق و »الحرب على الارهاب« بلايين الدولارات اضافة الى الخسائر بالارواح حيث فقدت الالاف من جنودها بين قتيل وجريح ومشوه, والاهم ان الانفاق على الحروب ساعد على انهيار مالي واقتصادي في امريكا يكاد يكون الأسوأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي…
الرئيس اوباما وعد الامريكيين في حملته الانتخابية وفي حفل التنصيب بالخلاص من تركة عهد بوش الابن وزمرته المحافظة, ولكنه كان أعجز عن تحقيق برنامجه أو تنفيذ وعوده فلم يستطع انهاء أي من الحربين, حتى انه لم يقدر على اغلاق معتقل غوانتنامو كما وعد!!.
لذلك ظل النزيف المالي والبشري على حاله ولم يستطع الرئيس الجديد ازالة آثار العهد السابق حتى أنه لم ينجح في معالجة الازمة الاقتصادية أو اصلاح الخلل في النظام المالي الأمريكي وبان ضعفه وانخفضت شعبيته وهو على ابواب الانتخابات الرئاسية الجديدة…
أما بالنسبة لمنطقتنا فقد فشل الرئيس اوباما في انهاء الصراع العربي الاسرائيلي, حتى أنه لم ينجح في رعاية مفاوضات جدية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية واكتفى بالانحياز الى جانب اسرائيل فالتزم بأمنها ولم يدن حركة الاستيطان…
هذا الموقف زاد من منسوب الكراهية للولايات المتحدة في البلاد العربية والاسلامية, فلم يستطع اوباما بخطبه الرنانة في تركيا والقاهرة ان يحسن من صورة وجه الولايات المتحدة البشع بعدما فقد ثقة الشعوب بسياسة الادارة الجديدة!!.
الممارسات الامريكية, والصمت الطويل للأنظمة العربية على الظلم الامريكي الاسرائيلي زاد نسبة الضغط في الشارع العربي الذي انفجر مرة واحدة في »الربيع العربي«, فهذا الحراك الذي اسقط انظمة وخلخل انظمة وارعب اخرى سيغير وجه المنطقة.
لذلك هرعت الولايات المتحدة لاحتواء هذا الحراك أو نتائجه من أجل مصلحة وحماية اسرائيل. وقد جاءت متأخرة بعدما فلتت الامور من يدها في تونس ومصر, فجاءت مشاركتها متواضعة في احداث ليبيا, الا أنها تحاول الحضور العلني في ثورة الشارع السوري لان التغيير في سورية له خصوصية تتمثل بدور سورية وموقعها الجغرافي العسكري والسياسي, وتأثير هذا الدور وفعله في أمن وسلامة اسرائيل.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.