Hunting in Troubled Waters

<--

اصطياد في الماء العكر

انا لست مخولا ولا املك كامل المعلومات للدفاع عن الدكتور ارحيل الغرايبة او نبيل

الكوفحي من تلك الهجمة التي يشنها البعض عليهم جراء التسريبات الويكليكسية التي اشارت الى اجتماعهم عرضا -وفق ما فهمت من الترجمة- ودون قصد على مائدة احد الكتاب مع دبلوماسيين امريكيين.

ماهر ابو طير، الزميل الكاتب، المتخصص في بعض الاحيان بالهجوم على رموز الحركة الاسلامية، لم يتورع، وما صدق على الله، ان يجد مادة ينحت منها على هواه، ويفسرها كما يشاء ويوجهها وفق اهدافة للطعن بالاسلاميين.

شخصيا انا قرأت الوثيقة المسربة من الويكيليكس بلغتها الاصلية ومن ثم بالترجمة التي تم تداولها، فلم اجد ما يدين ارحيل او الكوفحي.

بل على العكس، الوثيقة المسربة بما وصفته ونقلته عن اللقاء، اثبتت ان الاسلاميين لم يتناولوا قضايا سياسية مع الامريكان، ولم يطلبوا مواقف منهم محددة، ولم يتحدثوا معهم عن شأن داخلي او متعلق بالقضية الفلسطينية.

وجل ما قيل في الجلسة لا يخرج عن كونه كلاما حواريا لامس القضية الثقافية والحضارية وتوقف عندها ولم يغادرها الى السياسة، فلم يكن اللقاء حوارا رسميا، ولا يمكن ادانته لذلك السبب.

لا اظن ان الدكتور ارحيل الغرايبة سيرد على هذه التسريبات، فليس في مضمونها ما يدينه البتة، وعلى العكس كان الدكتور في جلسته المسربة قويا في موقفه مبدئيا واضحا.

لكن تبقى المشكلة في اولئك الذين يتحينون الفرصة على الاسلاميين للاصطياد في الماء العكر، فتراهم يتلاعبون بالالفاظ ويوجهونها كما يريدون، ويعتقدون انهم يقنعون.

تمنيت شخصيا لو ان اللقاء الذي سربته ويكيليكس لم يحدث، ولكني ايضا لم اشعر للحظة حين قراءتي لتفصيلات اللقاء بأي عار قد يمس الاسلاميين.

اقول للزميل ماهر ابو طير، إنه لا يحق لك ان تطالب الاسلاميين بعدم ممارسة السياسة، ولا يحق لك ان تنتقي ما تريد من اللقاء وتنتزعه من سياقه لتصل الى غايتك في الادانة.

الاسلاميون واضحون، ومكمن وضوحهم ايدلوجيتهم الاسلامية التي تملي عليهم مواقفهم، واذا ما تم هنا وهناك حديث جانبي مع الامريكان فلا ضير إن كان ثقافيا حضاريا لا سياسيا، ومن هنا نقول اتقوا الله في فهم الاحداث.

تعليقات

About this publication