Our Life – You Should Be the Last Ones to Criticize It

<--

حياتنا – آخر من ينتقد

ليس من حق الاميركيين والبريطانيين ومن لف لفهم ودار في فلكهم ان ينتقدوا الطريقة التي قتل فيها القذافي فهم ابادوا اكثر من مليون عراقي واجروا محاكمة صورية انتهت باعدام الرئيس العراقي صدام حسين. وهم ارتكبوا فظائع اغتصاب وتنكيل وسحل وتمثيل في الجثث في العراق وافغانستان وغيرهما من البلدان دون ان يتعرضوا للمساءلة او النقد.. لكن من حقنا ان نحتج على الاعمال المشينة التي قام بها معتقلو القذافي بعد اعتقاله مع علمنا ان نظام القذافي ارتكب فظائع مماثلة واستباح نساء وولدان ليبيا قبل رجالها واطلق كلابه من المرتزقة وغيرهم في المدن ليمارسوا ما يحلو لهم من قتل واغتصاب وسحل.. حتى ان المجلس الانتقالي منع نشر احصائيات عن عدد حالات الاغتصاب في اجدابيا من قبل مرتزقة النظام.

ان تحافظ على انسانيتك واخلاقها هو المحك للثائر والمقاوم والا تأتي بأي ممارسة او عمل مارسه الجلاد او النظام او الاحتلال ضدك، وكنا كتبنا في هذه الزاوية منذ بداية الانتفاضة الثانية انه يحظر علينا تقليد الاحتلال في ممارساته لانه يتعمد ان يجرك الى سلوكه حتى تتساوى معه في الوحشية، ولهذا انتقدنا قتل الاطفال والنساء مع ان الاحتلال يمارس ذلك يوميا حتى تاريخه.

لو بقي القذافي حيا لكشف الكثير من مخازي الدول التي شاركت في الاطاحة به.. وكيف انه كان يملأ فمها بالمال حتى تصمت وكيف سلمته معارضين ليذبحهم ذبح الشاة وكيف انهم لم يثيروا اي ضجيج حول مذابح ارتكبها في سجونه وغيرها.. لو بقي القذافي حيا لفضح زعماء غربيين ومخابرات دولهم وكبار رجال اعمالها لانهم تواطأوا معه من اجل المال الذي وزعه على شكل ارصدة واستثمارات وظلت بلاده جدباء واناسها عبيدا.

ليس من البطولة ادخال عصا في مؤخرة رجل جريح معتقل وان كان زبانية القذافي فعلوا ذلك واكثر في مواطنيهم ومعارضيهم.. فمنذ قطع رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما شرع طواغيت النظام العربي التنكيل بالمعارضين.. ولهذا جاء الانتقام من الامويين ساحقا ماحقا.. فمن يلجأ الى الانتقام الوحشي والاعمى انما يدعو من يعارضه لاحقا الى الحذو حذوه. فالدكتاتور ينجب دكتاتورا احيانا من معارضيه.

ما يهمنا في هذا السياق هو اقحام الفلسطيني في أية معمعة عربية ليخرج خاسرا، ففي سوريا صار معروفا ان بعض الشبيحة هم من قطعان المنشقين عن منظمة التحرير وفتح وهؤلاء قاتلوا اهلهم قبل ذلك وتآمروا على الثورة وقصفوا المخيمات في لبنان بأمر من النظام السوري.. ومثلما اقتاد النظام العراقي بعض الفلسطينيين الى الكويت ووضعهم على الحواجز «نقاط السيطرة» ليقول للكويتيين ان الفلسطينيين يشاركون في غزو بلادهم نشط بعض ازلام سيف الاسلام القذافي ممن تسموا بقادة فلسطينيين في تجييش بعض الفلسطينيين في ليبيا في اللجان الشعبية حتى يحمل الفلسطينيون كلهم الاوزار مع انه القاهم في الصحراء على حدود مصر اكثر من مرة…وعلينا ادانة كل فلسطيني يشارك الانظمة في قمعها.. ومعاقبة كل مسؤول عن ذلك. فلسنا عصا لأي نظام بل يجب ان نكون عصا على كل نظام قمعي وعصيين على الخضوع.

About this publication