The Russian-Chinese Veto and the American Veto

<--

تتباكى الولايات المتحدة الأميركية ومعها الدول الأوروبية بسبب استعمال روسيا والصين لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الخاص بسوريا وقد سمعنا عشرات التصريحات من كبار مسؤولي هذه الدول وهم يشعرون بالمرارة إزاء الموقفين الروسي والصيني في مجلس الأمن .

روسيا والصين إستعملتا الفيتو مرة واحدة لإفشال مشروع القرار الخاص بسوريا لكن الولايات المتحدة الأميركية إستعملت حق النقض الفيتو ضد عشرات القررات التي كان ينوي مجلس الأمن إتخاذها ضد إسرائيل إما بسبب إحتلالها للأراضي العربية والأراضي الفلسطينية أو لممارستها القتل والإعتقال والتشريد ضد الشعب الفلسطيني الأعزل أو بسبب سياساتها الإستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبناء عشرات الآلاف من المساكن في هذه الأراضي من أجل تهويدها ورفضها الإنسحاب وإعطاء الفلسطينيين الحق في إقامة دولة مستقلة على الأراضي التي احتلتها عام 1967 .

والسؤال الذي يسأله المراقبون السياسيون هو : لماذا لم تستعمل الإدارة الأميركية حق النقض الفيتو ضد نفسها حين أقدمت على إحتلال العراق بالقوة بدون أي مبرر مقنع وقتلت أكثر من مليون عراقي وشردت وهجرت الملايين وتركت هذه الدولة منهكة ومقطعة الأوصال بعد أن دمرت بنيتها التحتية وعرضت شعبها للقتل بسبب ما زرعته من طائفية بغيضة وما تركته من أعوان يأتمرون بأمرها ويمارسون سياسات قمعية ويحاولون الانفراد بالسلطة .

كذلك لماذا لم تبرر الولايات المتحدة قيامها بإحتلال إفغانستان وقتل مئات الآلاف من المواطنين الإفغان الأبرياء وقيام جنودها بممارسات لا أخلاقية في هذه الدولة الفقيرة أمام سمع العالم وبصره.

لقد جرى في اليمن عشرات المذابح من قبل نظام الرئيس علي عبد الله صالح وقتل آلاف اليمنيين لكننا لم نسمع أن الولايات المتحدة ومعها الدول الغربية قد ذهبوا إلى مجلس الأمن لإستصدار قرار يدين هذه الإعمال لكن يبدو أن غيرتهم على الشعب السوري هي التي دفعتهم إلى الذهاب إلى مجلس الأمن والتباكي على الفيتو الروسي والصيني .

هنالك معايير أخلاقية دولية من المفروض أن تلتزم بها الدول الكبرى وأن تكيل بمكيال واحد لا مكيالين فلا يجوز أن تدين عملا معينا إذا وقع في مكان ما من العالم ولاتدين نفس هذا العمل إذا ما وقع في مكان آخر لأن هذه التصرفات وهذا الكيل بمكيالين يقلل مصداقية هذه الدول بل يفقدها مصداقيتها بشكل نهائي وهو ما يجري الآن بعد أن استعملت روسيا والصين حق النقض الفيتو في مجلس الأمن .

بدل أن تتباكى الولايات المتحدة على الضحايا الذين سقطوا في سوريا لماذا لا تتباكى على نحو ثمانية ملايين لاجيء فلسطيني مشردين في الدول العربية وفي بعض دول العالم وعلى الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة والذين يعتبرون أسرى داخل مدنهم وقراهم ولماذا لا تتباكى على أحد عشر فلسطينيا موجودين في سجون الإحتلال الإسرائيلي .

أما في إفغانستان فإن جنود الولايات المتحدة ومعهم جنود حلف شمال الأطلسي يمارسون القتل في الشوارع وفي المنازل وفي المدارس ولا يرف جفن واحد للمسؤولين في البيت الأبيض أو في عواصم دول حلف شمال الأطلسي .بسبب هذه الممارسات .

وأخيرا تقوم الدنيا ولا تقعد في واشنطن وفي العواصم الأوروبية بسبب الملف النووي الإيراني خوفا من أن تقوم إيران بصنع أسلحة نووية لكن هذه الدول لا تحرك ساكنا تجاه الملف النووي الإسرائيلي والقنابل النووية الإسرائيلية الجاهزة .

لقد استعملت روسيا والصين حق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الخاص بسوريا لأن لهاتين الدولتين مصالح استراتيجية مع سوريا لكن الولايات المتحدة الأميركية استعملت حق النقض الفيتو ضد كل القرارات التي تدين الممارسات اللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل لذلك لايحق لها توجيه أي إنتقاد للفيتو الروسي والصيني .

About this publication