ها هو إيلي ويزل – مدعي النجاة من المحرقة النازية والحائز على جائزة نوبل للسلام- وسايقها على الناس، وكذلك الممثل جورج كلوني – من هوليود- ينبريان للضغط على ما يسمى بالمجتمع الدولي ( وهو هنا أمريكا وأوروبا) للتدخل في دارفور . لقد صرح إيلي ويزل قائلاً: « إن لا خيار سوى التحرك دفاعا ً عن شعوب لا حول لها … يجب أن لا يتمكن الذين يرتكبون إبادات من الاحتماء خلف حدودهم وسيادتهم « . أما جورج كلوني فقد أعلن أن الوضع في دارفور لا يتحسن بل يسوء، وعلى المجتمع الدولي أن يعبئ كل موارده لوضع حد لهذه المعاناة الفظيعة». وهكذا تم التدخل بالقوات الدولية في السودان.
في آخر زيارة لجورج كلوني للبيت الأبيض التقى بالرئيس وكأنه محقق خاص ، يريد أن يتأكد من تدخل البيت الأبيض في شؤون السودان لصالح الانفصال. وقد خرج للصحفيين بعد اللقاء ليعلن أن أوباما هو أكثر رؤساء أمريكا تدخلاً في شؤونه (الرأي في 14/10/2010) إذا لم يكن كلوني هذا صهيونياً فهو ليكودي . وإن لم يكن ليكودياً فهو عضو مؤسس في حزب « إسرائيل بيتنا « الذي يقوده أفيغدور ليبرمان. لو كان غير ذلك لطالب الرئيس بالتدخل في شؤون إسرائيل لإجبارها على تنفيذ القرارات الدولية والتخلي عن العدوان والاغتصاب وإبادة لشعب بريء وصاحب حق في أرض ووطنه الذي تغتصب (ومن المفارقات اختيار كلوني ليقوم بدور صلاح الدين الأيوبي في فيلم تقرر إنتاجه قريباً).
ولما نجح إيلي ويزل وعصابته وجورج كلوني وشلته في احتلال دارفور بالقوات الدولية، انتقلا للعمل ضد ايران (النووية) ففي رسالة لما يسمى بمؤسسة ويزل من أجل الإنسانية « (الغد في 6/3/2010) الموجهة الى رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والمانيا وغيرهم،طالب الموقعون عليها من امثاله، الرؤساء استخدام مكانتهم وسلطتهم بشكل عاجل لوضع نهاية للنظام في ايران لأن الوضع فيها لايتحسن بل يزداد سوءاً كل يوم لان طموحات النظام الوحشي والقمعي للمرشد الأعلى علي خامئني والرئيس احمدي نجاد النووية وغير المسؤولة والمجنونة تهدد العالم كله.»
ويعلق أستاذ اللغة الانجليزية في جامعة جنوب كاليفورنيا وليام كوك على ذلك فيقول (المصدر نفسه): هل يمكن ان يكون هذا النص الموجه الى زعماء العالم جزءاً من توجهات معهد رحبوث الاسرائيلي.. وإن « المؤسسة من أجل الإنسانية» جرى توجيهها لتشارك في حملة الحكومة الاسرائيلية من العلاقات العامة التي تشهدها آلاف المسارح الأوروبية والأمريكية، ومن اجل توجيه انتباه العالم بعيداً عن الاضطهاد والقمع واحتلال اسرائيل للضفة وغزة؟ماذا يحصل اذا وضعنا اسم إسرائيل مكان إيران في النص هل يختلف الأمر؟ إن الوضع في اسرائيل يزداد سوءاً كل يوم وان الأنظمة القمعية والوحشية لشارون وأولمرت ونتنياهو الذي يحتفظ بترسانة من الأسلحة النووية وليس طموح امتلاكها هي التي تهدد العالم كله…»
يبدو أن إيلي ويزل وجورج كلوني لم يسمعا بالهولوكست الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من نصف قرن ضد الشعب الفلسطيني ولا بالهولوكست الأمريكي ضد شعب العراق، وإلا لدفعتهم حقوق الإنسان التي يدعيان انهما يؤمنان بها بالتساوي بين جميع الشعوب(؟) إلى الضغط على إسرائيل وأمريكا من أجل وقفهما ! إنهما بهذه الازدواجية مثل كلب الحداد الذي لا يسمع صوت المطارق في المحددة ، وهنا صوت الهولوكست في فلسطين والعراق، وإنما يسمع صوت المضغ الخفي للطعام من مثل سقوط صاروخ بدائي لا يصيب من غزة على أرض عراء في فلسطين المغتصبة… فيستيقظان وينبحان.
****
« الذي يتطلع للفوز على عدوه بالاعتماد على خطأ العدو، يقامر بمستقبل أمته ووطنه».
2
ختف حراحشه
الثلاثاء 13 مارس 2012
هذا هو عين الصواب ولكن للاسف كثير ممن يملكون القرار يدسون رؤوسهم في الرمال حتى لا يقومون بما يجب عليهم فعله
متابع
الثلاثاء 13 مارس 2012
كيف استطاع العدو الصهيوني تجنيد كل هؤلاء الذين يعتبرون من المثقفين والأساتذة والاعلاميين وغيرهم ليعملو لمصلحة هذا الكيان وكأن الواحد منهم يعمل لمصلحة أبناءه. فعلا ان قضية انتهاك شعب وأرض وانسان تصرخ بذاتها لا تلاقي اي صدى من جانب من يدعون بحقوق الانسان وكأن كل هؤلاء الناشطين وتلك المنظمات صهيونية الأصل والمنشأ.
الاسم:
البريد الالكتروني:
نص التعليق:
أرسل
15137 الاحد 2012/04/01
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.