لا بد لمراقب الشأن الأميركي أن يتابع بشكل دقيق تحركات وتصريحات النائب الأميركي جون ماكين.
ورغم أن ماكين ينتمي للحزب الجمهوري المعارض، ورغم أنه المرشح المنافس للرئيس أوباما على مقعد الرئاسة، فإنه يكتسب وضعية خاصة داخل الإدارة الأميركية الحالية. فهو أحد أبطال الجيش الأميركي في حرب فيتنام الذين عاشوا تحت الاعتقال والتعذيب. وحياته السياسية كلها مثار للفخر السياسي.
ما يتردد الآن أن الرجل يعاني من مرض خبيث تسلل إلى عظام فك الوجه، مما استدعى عدة عمليات جراحية، إلا أن الأمر فيه تهديد لحياته.
ورغم ذلك يتحرك السيناتور «المقاتل» في الداخل والخارج ممسكا بعدة ملفات خارجية معطاة له من قبل إدارة أوباما بالتنسيق والتراضي.
من هذه الملفات: ملف سوريا، وملف إيران، وأيضا ملف التغيير في دول الربيع العربي. ولا يمكن تفسير جولة ماكين الأخيرة في المنطقة العربية منذ أيام إلا أنها تدخل في هذا النطاق.
وفي هذه الزيارة تسربت بعض المعلومات التي أدلى بها السيناتور الأميركي لزائريه:
أولا: يعتقد ماكين أن إدارة أوباما سوف تستمر في الحصار الاقتصادي والدبلوماسي على إيران لكنها في الوقت ذاته سوف «تتفهم» التحركات الإسرائيلية تجاه عمل عسكري.
ثانيا: أن عنصر كلفة عمل عسكري ضد إيران أو نظام بشار الأسد في سوريا هو العنصر الأهم في إحجام أوباما عن القيام بأي عمل عسكري.
ثالثا: أن أنظمة الربيع العربي الجديدة «كلها» في حالة تعاون مع الإدارة الأميركية، وأن واشنطن يجب أن «تتريث» في أي برنامج للمساعدات الأميركية لهذه الأنظمة لحين إعادة بناء نفسها بشكل ديمقراطي.
رابعا: أن تردد الإدارة الأميركية وارتباكها في سياستها تجاه روسيا والصين، هو السبب في تحدي موسكو وبكين للإدارة الأميركية في مجلس الأمن فيما يختص بالتصويت تجاه عقوبات ضد نظام الأسد.
المثير للاهتمام، هو قدرة «النظام» الأميركي على الاستفادة من كافة اللاعبين لديه بصرف النظر عن ميولهم أو مواقفهم من الإدارة الحالية.
لذلك كان الكاتب الكبير «جيمس روستن» يقول: «في أمن البلاد ومصالحها الخارجية لا يوجد جمهوري أو ديمقراطي، يوجد فقط أميركي».
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.