The American Leadership Crisis

<--

لا يزال صوت المفكر ، ورجل السياسة الاميركية، مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق ، زبيغنيو بريجنسكي، مسموعا،ولا تزال أراؤه محل اهتمام الصحافة ورجال السياسة ومراكز الابحاث، وتحظى باهتمام بالغ، وخاصة في هذه المرحلة الخطرة القلقة، مرحلة التحولات التي تمر بها واشنطن والعالم كله ، بعد سقوط هيمنة القطب الواحد.

بريجنسكي في كتابه الأخير “ نظرة استراتجية .. أميركا وأزمة القيادة في العالم” والذي نشرت جريدة السفير اللبنانية ملخصا مكثفا له في عددها الصادرفي 25الجاري، يقدم وصفا مهما ، وتشخيصا دقيقا للحالة الاوروبية ، وللوضع الذي وصلت اليه أميركا ، بعد حربها على العراق “ فالغرب منهك، وأوروبا فقدت أي احساس بالمسؤولية “.. أما أميركا فهي “ تتصرف وفق مبدأ الاشباع الذاتي ، أو الاكتفاء الذاتي ، كما لو أن التاريخ وصل الى نهايته” كما يقول المفكر الاميركي، الياباني الاصل، فوكوياما.

ويمضي بريجنسكي في تحليل الأسباب التي أدت الى انهاء الشرعية الاميركية، وزعزعت مكانة واشنطن في العالم كله “ فالحرب على العراق كانت كارثة ، قوضت الشرعية الأميركية حول العالم، وهمشت مصداقية الرئيس ، واسهمت في زعزعة الشرق الاوسط بكامله ، مقارنا الحالة في المنطقة حينما نجح صدام حسين في وقف التمدد والتغلغل الايراني، والحالة التي يعيشها العراق والمنطقة اليوم ، وهي حالة عدم الاستقرار، بفعل النفوذ الايراني الذي وصل الى مرحلة السيطرة على العراق.

المفكر الأميركي يقف مطولا أمام الوضع في الشرق الأوسط ، وبخاصة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ليصل البى قناعة مهمة ، تشي بخطورة المرحلة وهي “ أن حل الدولتين بات متأخرا جدا، لأن اسرائيل ليس لديها الحافز لتقديم تنازلات للطرف الفلسطيني،والطرف الخارجي “واشنطن” ليست ملتزمة بالدفع باتجاه السلام” .

هذا الاستنتاج المهم يكشف أسباب فشل المفاوضات ، وموقف واشنطن المؤيد للعدو الصهيوني ، وهو ايضا بمثابة دعوة للفلسطينين ، بضرورة قراءة الحالة جيدا، والبحث عن حلول للخروج من المستنقع الذي وصلوا اليه ، في ظل سقوط حل الدولتين ، واصرار العدو الصهيوني على ضم الارض ، وتهويد القدس والأقصى، والحكم على الشعب الفلسطيني بالنفي الابدي في مخيمات اللجوء والشتات .

أما ازاء احتمالات ضرب ايران فانه يقارن بين الموقف الاسرائيلي والموقف الأميركي، ويرى ان احتمالات ان تفعلها اسرائيل وتضرب ايران، أكثر بكثير من ان تفعلها واشنطن ، مستبعدا في نفس الوقت ان تقدم واشنطن على هذه الضربة، لاسباب عديدة ، أهمها وأكثرها خطورة ، هو ارتفاع أسعار الطاقة ، ووقوع اوروبا حليفة واشنطن في القبضة الروسية، حينما لا تجد سوى موسكو ، موردا رئيسا للابقاء على صناعتها ورفاهية مواطنيها.

باختصار… كتاب بريجنسكي يؤشر على فشل اميركا، وعدم قدرتها على قيادة العالم ، وهذا يبدو جليا واضحا في تأجيل الحسم في الازمة السورية والملف النووي الايراني والصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، وغيرها من الملفات، الى ما بعد الانتخابات الاميركية. .

About this publication