Clinton’s Aid … a Murderous Partnership

<--

مساعدات كلينتون.. وشراكة القتل

الافتتــاحية

الأحد 30-9-2012

بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

تستطيع وزيرة الخارجية الأميركية أن تسمّي إمداداتها ومساعداتها بما تشاء، وبمقدورها أن تبتدع لها من التوصيفات ما تسعفها بها اللغة الأميركية المطاطة

، لكن لن يكون بمقدورها أن تغير في حقيقة الأمر، أو أن تداري مساهمتها المباشرة في قتل المزيد من السوريين.‏

فمساعداتها سواء أكانت غير قتالية أو غيرعسكرية أو ما ترغب به من تسميات، لن تساهم على الإطلاق في وقف نزيف الدم السوري، ولن تخفف من معاناته، بقدر ما ستعطي الإرهابيين والقتلة والمرتزقة المزيد من التشجيع على ارتكاب ما عجزت عنه في الماضي أو في حده الأدنى استكمال ما بدأت به من مجازر.‏

وما فاتها في حديثها عن تلك المساعدات يتشابه أو يتطابق مع ما فاتها في كل مقارباتها حول ما يجري في سورية، وأن هذه الخطوة الأميركية تصعيد جديد في توقيت لا يمكن إغفاله أو تجاهله، وبطريقة لا يمكن لعاقل أن يخطئ فهم وأهدافها وغاياتها.‏

الخطوة جاءت في وقت لا يُخفي فيه الممولون والرعاة والحاضنون تململهم من الحال الذي وصل إليه أولئك المسلحون الذين يشكلون عبئاً سياسياً واقتصادياً واعلامياً ودبلوماسياً متزايداً.‏

فإذا كانت الخطوات الأميركية في معظمها غير مفهومة وعسيرة الهضم، فإن هذه الخطوة تبدو انزلاقاً في الشراكة وهي التي مافتئت ترى وتتابع حالة التشرذم التي أصابت المرتزقة والأطراف الداعمة لها.. ورغم يقينها أن هذه المساعدات ليست ذات قيمة قياساً بما تضخه ماكينة المال الخليجي السخية، ولا تشكل رقماً إذا ما قورنت بما تم رصده من مبالغ أوروبية وغيرها، فإن الإعلان عن تقديمها لا يخلو من دلالة خطيرة ليس في طريقة المساعدة، وإنما في الغاية السياسية والإعلامية والرسائل المتعددة الأوجه التي تحملها.‏

لا أحد يجادل في الدور المحوري الاستخباراتي والعملياتي الذي تؤديه الولايات المتحدة في الحرب الكونية ضد سورية ولا أحد يناقش في مركزية القرار بالتصعيد والذي تتابع واشنطن تشظاياته ومساحات التفاعل معه على مختلف الأصعدة.‏

لكن في الوقت ذاته ليس بمقدور أحد بعد اليوم وكما هو الحال قبله أن يبرئ الأصابع الأميركية من سفك الدم السوري.‏

وإذا كانت في الماضي بعقوباتها الظالمة والمتجنية على الشعب السوري قد حاربته في لقمة عيشه بشكل غير مباشر، فإن خطوتها الأخيرة تمثل مشاركة في قتله عبر دعم المسلحين والإرهابيين والمرتزقة بشكل مباشر، لأنه من الطبيعي بعد هذا «السخاء» الأميركي أن نرى طوابير الممولين والداعمين تتوالى تباعاً تيمناً بالأمر الأميركي واستجابة لرغباته المعلنة وغير المعلنة، وتنفيذاً لبنود الرسالة الأميركية والضوء الأخضر الذي تتضمنه لدعمهم مالياً.‏

ما هو مؤكد أن لا فرق بين من يدعم الإرهابيين والمسلحين والمرتزقة بالمال أو بالسلاح أو حتى بالسياسة والإعلام والاحتضان والرعاية، وأن من يقف خلفهم ومهما يكن شكل المساعدة هو شريك في حربهم وعدوانهم على السوريين أصالة ووكالة.‏

وما هو مؤكد أيضاً أن المساعدات الأميركية سواء كانت قتالية أم وسائل اتصال وتدريب كما تدعي لا تعدل في الأمر شيئاً، لأن المساعدات القاتلة يتكفل بها شركاؤها وأدواتها في المنطقة، ولا يحتاجون إلى ما قدمته إدارة أوباما إلا باعتباره الضوء الأخضر المنتظر، ورفعاً لأي حرج قد يصابون به، وتتحول مساعدات كلينتون الى شراكة في القتل وسفك الدم.‏

تستطيع السيدة كلينتون أن تبرر وأن تناور.. وأن تدعي ما تشاء.. وقد تمارس ذلك على العالم كله.. لكن لن يكون بمقدورها أن تمرر ذلك على السوريين.. وكما كان كل من يستهدف السوريين قتلة ومرتزقة ومسلحين فإن من يساعدهم سواء كان بوسائل قتالية أم بوسائل غير قتالية لا يختلف عنهم شيئاً.. فجريمتهم واحدة.. هذا هو حكم القانون، والأهم أنها قناعة السوريين.. لكلٍ حسابه بما اقترفه، وبمقدار ما تلطخت يداه بدماء السوريين.‏

a.ka667@yahoo.com

About this publication