Obama and Us

<--

نحن وأوباما‏..!‏

بقلم: د.عبد المنعم سعيد

ما أن يتم انتخاب رئيس أمريكي أو رئيس وزراء إسرائيلي حتي تعم الحكمة الجميع أنه لا يوجد فارق بين من تم انتخابه وذلك الخاسر الآخر‏.‏ السبب كما يقال إن هذه البلدان تديرها مؤسسات ودور الفرد ضئيل; أو أن هذين المرشحين لا يختلف واحد منهما عن الآخر لأن أمرنا استقر بينهما علي الناحية السلبية من التاريخ. والحقيقة أنه لا يوجد لدي مشكلة مع هذه الأقوال, ولا بأس من تكرارها مرة أخري طالما أن الانتخابات تعقد كنوع من الرياضة الوطنية, ولا تغير من الأمر شيئا. ولكن ذلك لا يعفينا من مسئولية البحث عن الظلال المختلفة لسياسات الأفراد وسط هذه الغابة من المؤسسات حتي نجد الفرص ونتجنب الأخطار.

ولكن الأهم من ذلك أن هناك متغيرات تفرض نفسها علينا, وعلي ساكن البيت الأبيض, وبعضها يعود إلينا لأننا تغيرنا أو هكذا نقول. ولمن لا يعرف فهناك قائمة طويلة من العلاقات المصرية- الأمريكية ينبغي لنا أن

ننظر فيها ونبحث عما إذا كنا نريد تعميقها, أو إلغاءها, أو تعميق البعض وإلغاء البعض الآخر.

باختصار فإن عودة أوباما إلي البيت الأبيض مرة أخري لفترة جديدة وأخيرة يستلزم مراجعة للقضايا والموضوعات التي بيننا وبين الولايات المتحدة ولنبدأ ولو لمرة واحدة بتلك التي تخص مصر. وعلي سبيل المثال فإن الولايات المتحدة هي الشريك التجاري الأول بين دول العالم لمصر( أحيانا يشار إلي أن الشريك الأول هو الاتحاد الأوروبي ولكن هذا يمثل27 دولة). فماذا نحن فاعلون؟ هل مازلنا نريد منطقة للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة كما كنا نسعي من قبل أم أن لدينا رأيا آخر؟ وإذا كنا نريد فكيف نحقق ذلك؟ الولايات المتحدة من جانب آخر من كبار الدول المستثمرة في مصر, ولكن أغلب استثماراتها في مجال البترول, فهل نريد مزيدا من الاستثمارات الأمريكية, وإذا كنا نريد هل نستطيع جذبها إلي مجالات أخري جديدة؟

العلاقات الإستراتيجية بيننا وبين الولايات المتحدة عميقة, وهي تستند إلي اتفاقية أمنية موقعة بين البلدين عام1981 التي انبثقت منها مناورات النجم الساطع كل عامين, وأعطت الولايات المتحدة حقوقا في المرور الجوي العسكري في أوقات الأزمات, وكذلك الموانئ والمطارات المصرية, بعد استئذان مصر بالطبع

كما أنها تستند إلي أن مصر حليف غير عضو في حلف الأطلنطي مع عدد من دول البحر الأبيض, فهل نحن نريد تعميق ذلك وتطويره, أم نريد تحجيمه أم إلغاءه أم نبقي كل الأمور علي ما هي عليه؟