The American Stance

<--

«الإخوان المجرمين باعوا الثورة باسم الدين!»، «الشرعية للميدان.. مش للمرشد والإخوان!»، «قالوا علينا إحنا الكفار.. وهو بيقتل فى الثوار!»، «الدستور للمصريين.. مش لبتوع تجار الدين!»، «افرح افرح يا مبارك.. مرسى بيكمل مشوارك!»، «حركة وطنية واحدة.. ضد السلطة اللى بتدبحنا!»، «عيش، حرية.. إسقاط التأسيسية!».

لم تكن هذه الهتافات هى ما ارتفع فى ميدان التحرير يوم أمس، وإنما كانت تلك هى التى انطلقت أمام البيت الأبيض فى واشنطن فى مظاهرة حاشدة قام بها المصريون فى الولايات المتحدة تعبيراً عن موقفهم مما يجرى لبلادهم من سطوة لجماعة الإخوان المسلمين واختطاف للدستور وقتل للمتظاهرين واستكمال لسياسة النظام السابق الذى قامت ضده الثورة.

كانت الهتافات واضحة فى مغزاها، وقد صاحبتها لافتات كتبت بالإنجليزية تعبر عن نفس المعانى وعن نفس مشاعر الغضب التى تعترى المصريين الآن فى كل مكان، ومع ذلك خرجت المتحدثة الرسمية للخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند تقول فى مؤتمرها الصحفى اليومى إن «الوضع فى مصر ملتبس وغير محدد» كى تبرر تخلف الموقف الأمريكى عن الأحداث التى تشهدها مصر الآن دفاعاً عن الديمقراطية التى صدعت الولايات المتحدة أدمغتنا سنوات طويلة بحديثها عن دعمها لها فى جميع أنحاء العالم.

جاء تصريح «نولاند» على أثر ملاحقة الصحفيين لها بالأسئلة حول الموقف الرسمى للخارجية الأمريكية، بعد إصدار مرسى الإعلان الدستورى الذى رفضته كل القوى الوطنية المصرية وخروج الشعب المصرى فى مليونيات تذكّر بما حدث فى يناير 2011.

وقد تمادت المتحدثة الرسمية فى محاولة تمييع الموقف فى مصر فقالت: إن خروج المظاهرات المعارضة لمرسى وتلك المؤيدة له إنما يشير إلى أن «الوضع غير محدد بالنسبة للمصريين أيضاً» (!!!).

وبالطبع لم يفت المتحدثة الأمريكية أن تشيد بما قام به مرسى فى أزمة غزة، متحدثة عن دور مصر فى المنطقة الذى وصفته بأنه «تاريخى»، وكأن الولايات المتحدة قد أدركت فجأة رجاحة الفكر القومى العربى وصارت من أنصاره.

مثلما تذكرنا المليونيات التى تشهدها مصر منذ يوم الثلاثاء الماضى بمثيلتها فى يناير 2011، فإن التصريحات الأمريكية هذه تذكرنا هى الأخرى بمثيلتها فى ذات الشهر حين تميع الموقف الأمريكى لفترة طويلة، متمسكاً بمبارك ودوره التاريخى فى الوساطة بين حماس وإسرائيل، إلى أن اتضح لها أن استمراره أصبح مستحيلاً فغيرت موقفها بين ليلة وضحاها.