واشنطن والشرق الأوسط
بقلم: عائشة عبد الغفار
لاشك أن حملة الانتخابات الأمريكية قد أعطت مثالا رائعا للديمقراطية.. يمكننا بالطبع الإشارة الي الدور الذي لعبه سلاح المال أو انتقاد الحملات السياسية الشرسة للإعلام المرئي.. ولكن في النهاية جاء قرار الشعب الأمريكي في ضوء معرفتهم العميقة بالمرشحين وبرامجهما الانتخابية.. وأثبتت الولايات المتحدة أن الانتخابات تمت في شفافية.
ولاشك أن ملف الشرق الأوسط سوف يبرز علي السطح من جديد, بعد أحداث غزة الدامية, وأعلنت فرنسا, علي لسان رئيسها فرانسوا هولاند, أن الشراكة الأمريكية ـ الفرنسية سوف تتوطد من أجل عودة النمو الاقتصادي ووجود حلول للأزمات الطاحنة في الشرق الأوسط.. ووصف التيار الاشتراكي الفرنسي أوباما بأنه رئيس متطور وعصري, أملا في أن يعمل من أجل ضمان الأمن الدولي ومعالجة الأزمات التي تهدد ذلك الأمن في كل من سوريا وإيران والملف الفلسطيني.
فرنسا ليست الوحيدة التي تريد حلا حاسما في منطقة الشرق الأوسط, حيث أعلن رئيس وزراء بريطانيا أهمية حل تلك الأزمة خلال زيارته لمعسكر اللاجئين السوريين في الأردن مؤخرا.. كما أعلنت أنقرة أنها بدأت المناقشات مع حلف شمال الأطلنطي بهدف إفساح المجال لصواريخ أرض ـ جو علي الأراضي التركية, من أجل حمايتها من إرهاصات الصراع في سوريا, كما تطالب تركيا, منذ أكثر من شهر ونصف شهر, بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة في سوريا.
إن الاتحاد الأوروبي يسعي لحل الأزمة السورية, وفكرة مد المعارضة السورية بالأسلحة مطروحة في حين رفضها قبل ذلك الغرب, وكذلك الاعتراف بحكومة انتقالية, وبالنسبة للملف الفلسطيني ففرنسا آملة في اقناع أوباما بالتحرك.
وفي تصورنا أن الإدارة الأمريكية, في ظل رئاسة أوباما الثانية, سوف تضطر الي تغيير سياستها إزاء الملفات الساخنة في الشرق الأوسط بسبب المخاطر في سوريا التي قد تتحول الي بؤرة للجهاديين, والانفجار من الجانب الفلسطيني إذا وقفت الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي.
وباختصار سوف يتحرك الرئيس أوباما بسبب خطورة الإرهاب الذي بات واضحا منذ الهجوم علي السفارة الأمريكية ببنغازي والاستياء العالمي للهجوم الإسرائيلي علي غزة, الذي كان يهدف أساسا إلي إحباط المطلب الفلسطيني بقبول فلسطين كدولة ذات عضوية كاملة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
واذا كانت مصر قد تضاعف المبادرات للتوصل الي تهدئة الأمور في غزة, وإذا كانت الولايات المتحدة وفرنسا تطالب القاهرة بالتأثير علي الفلسطينيين بالهدوء.. واحتواء غضبهم علي الدوام.. فهذا شيء إيجابي, وانما الكرة في ملعب ولاية أوباما الثانية, بعد موافقة الأمم المتحدة علي عضوية فلسطين.. وقبل الانتخابات الإسرائيلية, وقبل أن يتحول العالم العربي الي جمهوريات موز!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.