Edited by Rachel Smith
إضاءة.. من يخلف هيلاري كلينتون؟
بقلم : ريم الحرمى
ما لبث أوباما بتذوقه حلاوة الفوز للرئاسة للمرة الثانية حتى توالت عليه المعضلات التي تعصف بإدارته الحالية والحكومة الامريكية بشكل عام، فهي أيام ثم خرج رئيس الاستخبارات الامريكي السابق ديفيد باتريوس وتنكشف علاقته الغرامية مع مؤلفة الكتاب الذي يتحدث عن سيرته الذاتية ويتنحى عن منصبه ويفقد كل احترام اكتسبه، ثم تتعقد الأمور ما بين البيت الأبيض وجهاز الاستخبارات الامريكية ويتواجه البيت الأبيض والديموقراطيون مع الجمهوريين فيما يتعلق بتفجير القنصلية الامريكية في بنغازي في سبتمبر الماضي وتصبح هذه الحادثة ذات شد وجذب ما بين الجمهوريين والديموقراطيين وتقف في النصف سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة للأمم المتحدة التي لايبدو أن الجمهوريين راضون عنها وعن أدائها في الادارة الامريكية وطريقة تعاملها مع أحداث بنغازي.
رايس عرفت بقربها من الرئيس الامريكي الذي أشاد بها وأشاد بقدراتها وأدائها بالأخص بعد أحداث بنغازي لكن كون أن رايس لم تصف الهجمات على بنغازي التي أودت بحياة اربعة دبلوماسيين أمريكيين بمن فيهم السفير الامريكي “بالهجوم الارهابي” وأرجأت أن الهجمات كانت مجرد فعل غير مخطط له كنتيجة للمظاهرات التي خرجت ضد الفيلم المسيء للرسول،، هذه الجملة كانت بحد ذاتها السبب في الهجوم على رايس والذي سوف يؤثر على توليها منصب وزير الخارجية حينما يؤدي أوباما القسم مرة أخرى في حفل تنصيبه في يناير المقبل، كذلك وبالرغم من أن رايس تنحدر من عائلة لها باع طويل في السياسة ولها خبرة مسبقة في المجال السياسي،فهي عملت تحت إدارة بيل كلينتون حينما كان رئيسا للولايات المتحدة لكن مازل الكثير ينتقد أداء رايس في التسعينات وبالتحديد عام ١٩٩٤ حيث ترددت رايس في مؤتمر لها حينها في استخدام كلمة “إبادة” إشارة الى الإبادة الجماعية التي حصلت في روندا حيث خشت رايس استخدام هذه الكلمة اذا لم تنجح الولايات المتحدة حينها في التدخل إنسانيا لوقف هذه الإبادة وفضلت رايس مصلحة الانتخابات الرئاسية المقبلة حينها على مصلحة التدخل الدولي الانساني في رواندا.
بالنظر الى وضع سوزان رايس الحالي فإنه كلما قلت فرصتها في الترشح لإدارة وزارة الخارجية الامريكية فإن فرص السيناتور لولاية ماساشوستس ورئيس لجنة العلاقات الخارجية الديموقراطي جون كيري تتزايد، فجون كيري لديه باع طويل في السياسة الخارجية وهو مرشح سابق في الانتخابات الرئاسية الامريكية والجمهوريون الان يفضلون ترشيح جون كيري حتى يتسنى لهم الفوز بمقعده في مجلس الشيوخ، عوضا عن أن جون كيري يعد مرشحا قويا بسبب آرائه التي يرى فيها أهمية الحوار مع الأطراف التي في العادة لايحاورها البيت الابيض وبالأخص الجمهوريين فهو على سبيل المثال يعتقد بضرورة إجراء مباحثات وتعزيز أسس الحوار مع ايران ومنظمة حماس وسوريا، كذلك فجون كيري عمل مبعوثا خاصا لأوباما في افغانستان وباكستان فاكتسب كيري خبرة عميقة في مجال السياسة الامريكية الدولية من خلال زيارته وعلاقاته التي يستطيع بناءها بكل صلابة وسهولة فسمعته الدولية جيدة جداً والجميع حتى معارضيه يثقون به وبقدراته السياسية اكثر من سوزن رايس، وبالرغم من أن الرئيس اوباما يبدو أكثر قبولاً لسوزان رايس لتوليها مهام وزارة الخارجية كما بدا في تصريحاته إلا أنه قد يؤثر الكونجرس في اختيار من قد يكون الاكثر كفاءة لهذا المنصب، فلا شيء مؤكد حتى الان.
أمام أوباما خيار صعب لاختيار مرشحه المقبل لإدارة وزارة الخارجية الامريكية فسوزان رايس بالرغم من خبرتها وعملها كمساعدة للشؤون الافريقية قبل منصبها في الامم المتحدة إلا أن افريقيا لاتشكل موضوعا محوريا في السياسة الامريكية الخارجية عوضا عن أن رايس ينتقدها البعض لأسلوبها الوعظي الذي تتسم به في حوارتها فهي تبدو أحيانا بأسلوب ” الناظر” والآخرون هم تلاميذها،كما يتسم أسلوبها واختيارها للمفردات بالحاد والقاسي بعيدا عن المصطلحات السياسية “الناعمة”، ومن جهة أخرى فإن اوباما اذا لم يختر رايس فسيبدو وكأنه رضخ للجمهوريين ما قد يعرضه للانتقاد من قبل حزبه الديموقراطي، أما بالنسبة لجون كيري فمن المحتمل أن يوكل له اوباما حقيبة وزارة الدفاع في حال اذا ما تم تعيين سوزان رايس كوزيرة للخارجية، على أي حال من الأحوال فمن غير المتوقع أن يطرأ على سياسة امريكا الخارجية أي تطور او تغير ملحوظ إلا فيما يتعلق بالصين وكوريا الشمالية فالولايات المتحدة تركز الآن على آسيا وتتراجع عن منطقة الشرق الأوسط شيئا فشيئا وفي خضم هذا كله يحاول اوباما إرضاء جميع الأطراف في إدارته بالإضافة الى إرضاء الجمهوريين وإلا سوف يبقون عقبة خلال سنواته الأربع المقبلة، فهل ينجح اوباما في إرضاء جميع الأطراف؟
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.