Human Rights in the US: How Are They?

<--

من المفروض ألا تبالي الكثير من الدول بما يحتوي عليه تقرير حقوق الإنسان الذي تصدره الخارجية الأميركية كل عام فهو ليس تعبيرا عن حقيقة حقوق الإنسان في العالم مع أن تلك الإدارة نصبت من نفسها قاضي العالم الذي يراقب الآخر وينسى نفسه في جهل واضح وفي تطبيق لمثلنا القائل “تعلم غيرك وتنسى نفسك يا جاهل” فهذا التقرير لا يعدو عن كونه معبرا عن رغبة سياسية أميركية ويصاغ بما يخدم المصالح الأميركية ليتم استخدامه كفزاعة ترهب به الآخرين من الذين يعتقدون بأهمية ما يصدر فيه.

قد لا يكون ضروريا لنا أن ننقد ما ورد بالتقرير بخصوص الكثير من الدول ولكن ما يهمنا في هذا المقام هو ما ورد به بخصوص بلدنا الذي نعرفه أكثر مما يعرفه الأميركيون ويثبت ذلك زيف ما تورده الخارجية الأميركية بخصوص الآخرين وإذا مررنا بكل ما تحدث التقرير عن البحرين لكان ذلك دليلا للدول الأخرى بأن ما يحويه لا يعدو أن يكون بعيدا عن الحقيقة.

يتحدث التقرير في بعض نقاطه عن انعدام الحرية الدينية في المملكة ويتحدث كذلك عن نوع من التمييز تمارسه الدولة بحق المواطن مما يوحي ان من يكتب التقرير يعتمد في كتابته على السمع وليس على الحقائق أو انه يتعمد أن يزيح الوقائع ويورد ما يناقضها فممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان متوفرة في المملكة بحرية تامة ويمارسها من يتبع تلك الديانات دون مانع أو عائق يمنعهم من تلك الممارسة في أي وقت أو يمنعهم من بناء أماكنهم الدينية كالمعابد والكنائس والمساجد والمآتم وغيرها مما قد لا يردنا مسماها حاليا وذلك على النقيض من الدول الأخرى التي تدعي تلك الحرية في النصوص وتناقضها في الواقع وحادثة المئذنة في سويسرا ليست بعيدة من المتابعين لتلك الأمور وهي المئذنة التي منع المسلمون من إقامتها لأسباب لا علاقة لها بتلك الحرية ولا ممارسة الشعائر بل تم إيراد الكثير من الحجج حتى يمنع المسلمون هناك من بنائها.

وكذلك الحال في الولايات المتحدة الأميركية التي تضع من القيود ما لا حصر له حين يكون الامر متعلقا بالدين الإسلامي وتتحجج بقوانين الولايات المختلفة لممارسة ذلك المنع وكأن قوانين تلك الولايات هي أمر مختلف عن القوانين الفدرالية.

أما قضية التمييز فهي آخر ما يحق لتلك الدولة الحديث عنه مع الآخرين فهي التي مارست ومازالت تمارس ذلك التمييز بحق كل مواطنيها من الأصل العربي أو المسلم إلى الدرجة التي تمنع عليهم بعض المواقع فقط لكونهم ينحدرون من ذلك الأصل أو أنهم ملتحون ويعبرون بذلك عن نوع من الالتزام الديني الإسلامي حتى غدا الإسلام أو العروبة بمثابة النقيصة التي تحجب الحق العام عن صاحبها.

الإسلام في تلك الدولة يعاني الكثير بالرغم من كون التابعين له يمثلون اكبر الأقليات فيها وينمو بمعدل يفوق غيره من الأديان ومع ذلك يعامل فعليا بكل تحيز مضاد على الرغم من محاولة الظهور بغير ذلك، فيوش الصغير كان يذبح المسلمين في كل مكان ثم يستقبل قلة منهم في البيت الأبيض في رمضان والأعياد ويمارس التناقض بين القول والفعل.

هذه الدولة أكثر من يمارس التمييز في مؤسساتها بحق المسلمين والعرب هذا إذا تجاهلنا ممارساتها خارج أراضيها بحقهم وحق الجميع والعقد الماضي ليس ببعيد عنا فقد عشناه وعشنا ما فعلته الإدارة الأميركية بالعراق وأفغانستان بل ان أبو غريب وجوانتانمو مازالا في جميع مواقع اليوتيوب وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي ثم تأتي وتقول ان البحرين تمارس التمييز وتحارب الأديان وكأن الآخرين لا يقرءون ولا يفهمون… سبحان الله.

About this publication