لا يريد الرئيس الأميركي أوباما الذي يحاول أن يقترب من الشارع الأميركي الذي يرفض معظمه العودة الى التدخل العسكري الأميركي خارج الولايات المتحدة الامريكية بعد اخفاق هذه التدخلات في العراق وأفغانستان وما جره التدخل من كوارث وسلبيات على الولايات المتحدة في زمن المحافظين الجدد وكان من نتائجه الأزمة الاقتصادية العالمية ولهذا يرسل الان أوباما إلى مصر نائبين من الجمهوريين وليس الديموقراطيين وربما تكون لذلك علاقة بعدم احراجه لاحقاً من جانب المعارضة في مجلس الشيوخ أو النواب اذا ما تطورت الاوضاع في مصر أو تفاقمت خارج رؤية الأغلبية الأميركية..
يغلب على المواقف الغربية المعلنة الان من مصر طابع عدم الصدق وعدم الدقة وحتى النفاق فأكثر الدول الغربية تحاول أن تستعير القلق وذرف الدموع على نظام مرسي المخلوع بحجة حرصها على الديموقراطية وهي التي لم تحرص عليها حين جرى دحر حماس بعد فوزها واتهامها بالارهاب..فالغرب يهمه من مصر استمرار نفوذه فيها واستمرار حفاظه على أمن اسرائيل وغير ذلك فإنه غير معني بالديموقراطية وهذا ما يفسر المواقف الغربية المتقاربة من سوريا وحتى من العراق وكثير من الدول العربية..
فهل يريد الغرب حقيقة حكم الاخوان المسلمين لمصر وبأي مقياس يريد ذلك هل لأن الاسلاميين وصلوا عن طريق صناديق الاقتراع؟ أم لأنهم يتمسكون بالاتفاقيات (كامب ديفيد)؟ أم التفاهمات جرى عقدها وانفاذها قبل وصولهم وحين جرى عزل مبارك؟..
ماذا عن خيارات الشعب المصري وأغلبيته قد خرجت يوم 30 يونيو وفي 3 يوليو وحسمت خيارها وكيف يمكن الوصول الى الاستقرار طالما يرفض الاخوان المسلمون الحوار والعودة إلى الصناديق لانتخابات جديدة تحت اشراف دولي؟..
تصريحات المندوبة الأوروبية اشتون في مؤتمرها الصحفي وبعد زيارتها للرئيس المعزول مرسي والتصريحات الالمانية وحتى الروسية والانجليزية والتي ستأتي لاحقاً من اطراف أوروبية تتسم بالغموض وغياب الموضوعية والاسقاط السياسي المصلحي وامساك العصا من المنتصف وشراء الوقت لصالح استمرار الاضطرابات وغياب الاستقرار فما جرى في مصر ليس انقلاباً عسكرياً وإن كان الجيش عمل على حفظ الأمن ومنع الفتنة الكبرى وطرحت قيادته أكثر من سيناريو على القيادة المصرية (الاخوان المسلمين) قبل الاطاحة بها بوسيلة هي خروج الشعب باعتباره أيضاً مصدر السلطات التي عطلها حكم الاخوان المسلمين حين انقض على مؤسسات الدولة المصرية واستعجل أخونتها وتجييرها لصالح حكمهم مما تصادم مع الشارع المصري الذي صنع حركة تمرد الواسعة..
التدخلات الغربية التي ظاهرها حق وباطنها باطل تريد اطالة زمن المخاض المصري باستدراج الطرفين المصريين المتعارضين بتشجيع هذا واستمالة هذا وابقاء الأمل عند الطرف الذي جعله الشارع المصري وهو الاخوان بأن لهم الحق في البقاء في السلطة على طريقهم..
الخطاب الغربي وخاصة الأميركي ومن يتبعه لا بد أن ينطلق من التعامل مع اللحظة الراهنة في مصر وأن يحرص فقط على سرعة ذهاب الحكم الجديد الذي جاء بانتفاضة شعبية حماها الجيش إلى صناديق الاقتراع واشتراط انتخابات نزيهة فقط دون بيع المزيد من الأوهام ومقايضة الأطراف إذ ان استمرار الحديث عن عودة مرسي أو أن ما حصل انقلاب أو حتى شبه انقلاب أو تهديد النظام الجديد بقطع المساعدات كل ذلك ليس حرصاً على الديموقراطية في مصر بعد أن عرضنا نوع الديموقراطية التي يحرص عليها الغرب وخاصة الأميركيين في العراق ولكنه محاولة ابتزاز للنظام المصري الجديد ليتوافق مع الخطط الأميركية وإلى ان يقدم ما قدمه الاخوان المسلمون من تحت الطاولة..فهل تنجح الضغوط الأميركية والغربية أم أن الثورة المصرية ستكشف النفاق الغربي بسرعة!..
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.